لشهر رمضان المبارك في العراق، كسائر بلاد المسلمين طعم خاص، ويبدأ الناس بالتحضير لهذا الشهر الكريم من خلال تجهيز المساجد لاستيعاب المصلين، الذين تعج بهم خلال الشهر الفضيل. ويستقبل العراقيون شهر رمضان بفرحة عارمة، ويُقْبلون بشكل كبير على المساجد والمجالس الدينية، كما تكثر مظاهر التماسك الأسري والتضامن الاجتماعي من خلال تبادل الزيارات بين الأقارب والجيران، ومن أبرز المظاهر الاحتفالية برمضان في العراق، انتشار الألعاب التراثية الشعبية التي تستهوي آلاف العراقيين في الأحياء والمقاهي الشعبية في هذا الشهر أكثر من أي وقت آخر. ويبادر الناس إلى شراء المواد الغذائية التي يحتاجونها في وجبات إفطارهم وسحورهم، والتي تشتمل عادة على المواد الغذائية الأساسية، إضافة إلى الحلوى، والعصائر. واللافت في رمضان هو التزام نسبة كبيرة من أهل العراق بتعاليم هذا الشهر الكريم من صيام، وقيام، وتلاوة للقرآن الكريم، فتجد ذلك حتى بين صغار السن ممن هم دون سن التكليف، ويحرص الآباء والامهات عادة على أمرهم بالصيام وغيره من العبادات تدريبًا لهم على العبادات في صغرهم. ويشد انتباه الداخل إلى المساجد العراقية لأداء صلاة التراويح كثرة المصلين من مختلف الفئات العمرية، وخاصة الشباب والأطفال. وتمتاز مائدة الإفطار في العراق بعدد من الأكلات أشهرها «الهريسة العراقية» المغطاة بالقرفة والتوابل، و«الحنينية البغدادية» المكونة من التمر والسمن و الزيت، إضافة إلى «الدورمة» وهي نوع من أنواع المحاشي، وأطباق أخرى لا تكتمل المائدة العراقية بدونها.