* ليس بالضرورة أن تسير الحياة بهدوء، فبعض المواقف تتطلب زئيراً مدوياً يليق بالمرحلة والظروف، وهذا ما تقتضيه مرحلتنا اليوم تجاه «حفلة الكذب» التي يضرب القطريون على طبولها، وما أتعس تلك «الطبول». * قضيتنا مع الاعلام القطري ليست حديثة عهد، ولم تكن وليدة اللحظة، بل هي قضية قديمة افتعلتها الدوحة بعد أن خنقها الشعور بالنقصان، وفي الرياضة تحديدا خاضت الصحافة الرياضية السعودية معارك شرسة مع القطريين وغيرهم من «المتقطرنين الجدد»، ابتداء من ملف التجنيس في دورات الخليج، ومروراً بفضائح بن همام لدى «فيفا»، ناهيك عن «عقدة النقص الأزلية» التي جعلت القطريين يدفعون الملايين لإثبات حضورهم. * في الحادي عشر من شهر مارس لعام 2013، كتبت في هذه الصحيفة تقريراً صحفياً -كنت وما زلت- مؤمناً به، بل وأراه واحدا من أكثر التقارير التي حملت الرسائل المباشرة وغير المباشرة لمن يهمه الأمر حول الدوحة والدور الذي تؤديه إعلامياً دون أن يشعر أحد. * لقد كتبت عن «أكبر هجرة إعلامية سعودية إلى قطر»، بعد أن استغلت القنوات القطرية موجة المحسوبيات التي عصفت بالمحطات التلفزيونية السعودية في تلك الفترة، ولذلك ظهر «مجلس الكاس» بسواعد سعودية، وخرجت من بعده امبراطورية bein sport التي صنع السعوديون أمجادها، لتفتح الدوحة أحضانها للسعوديين بحثاً عن «الشووو» وتعويضاً للنقص الذي يعانون منه في ظل انعدام الكفاءات البشرية القطرية. * واليوم وبعد أن حدث ما حدث، وبعد الاستقالات الجماعية والموقف الشجاع الذي اتخذه الموظفون السعوديون العاملون في القنوات القطرية، وقرار عودتهم للعمل في المملكة، فلا بد من وقفة جادة وعاجلة لتعويضهم من خلال إعادة عربة الاعلام الرياضي الى السكة الوطنية من جديد، والحلول سهلة وقابلة للتنفيذ. * كسر احتكار mbc pro للدوري السعودي، وإعادة غربلتها إدارياً، وهيكلة القنوات الرياضية السعودية إدارياً وفنياً من جديد، مع منحها حقوق نقل الدوري، وفتح المجال أمام القنوات السعودية التجارية كروتانا خليجية ولاين سبورت مع بيعهما جزءًا من حقوق النقل التلفزيوني، كل ذلك سيوفر مئات فرص العمل للكفاءات السعودية وبأجور لا تقل «ريالاً واحداً» عما كان يدفعه القطريون لهم. * نحن في مرحلة تتطلب المزيد من المواقف الحازمة والحلول العاجلة، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فمرحبأ بالعزائم. وعلى المحبة نلتقي.