دعت مصر أمس الخميس، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتحقيق في اتهامات بدفع قطر فدية تصل إلى مليار دولار «لجماعة إرهابية تنشط في العراق» لإطلاق سراح أعضاء من أسرتها الحاكمة كانوا مخطوفين. وكان عدد من القطريين خطفوا في العراق على يد ميليشيا تسمى حزب الله العراقي، وبعد مفاوضات إيرانية مباشرة، قامت قطر عبر تنيظمات متطرفة تمولها في سوريا بتسليم مناطق لقوات نظام الأسد تمتد من ريف دمشق إلى حمص وحماة وحلب، إضافة إلى دفع رشوة مالية قدرت بمليار دولار، لأجل الإفراج عن 26 صياداً قطرياً، غالبيتهم من الأسرة الحاكمة اختطفوا في العراق أثناء رحلتهم للصيد هناك. وقطعت المملكة والبحرين والإمارات وعدد من الدول الأخرى العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل مع قطر يوم الاثنين الماضي متهمة إياها بدعم تنظيمات إرهابية ومتطرفة، بجانب نظام إيران؛ وهي الاتهامات التي تزعم الدوحة أنها لا أساس لها. وأبلغ الدبلوماسي المصري لدى الأممالمتحدة إيهاب مصطفى المجلس «هناك أخبار منتشرة بأن قطر دفعت ما يصل إلى مليار دولار إلى جماعة إرهابية تنشط في العراق من أجل الإفراج عن أعضاء من أسرتها الحاكمة». وأضاف قائلا «سوف تكون لهذا الانتهاك لقرارات مجلس الأمن، إذا ثبتت صحته، آثار سلبية قطعا على جهود مكافحة الإرهاب على الأرض»، واستدرك «نقترح أن يطلق المجلس تحقيقا شاملا في هذا الحادث وحوادث أخرى مشابهة». وتدعو قرارات مجلس الأمن الدولي الدول «إلى منع الإرهابيين من الاستفادة بشكل مباشر أو غير مباشر من مدفوعات فدية أو من تنازلات سياسية وتأمين إطلاق سراح الرهائن سالمين». إلى ذلك أكدت البحرين ومصر أمس، أن قرار مقاطعة قطر جاء بعد تمسكها وإصرارها على اتخاذ مسلك مناوئ للدول العربية، وفشل محاولات إثنائها عن دعم التنظيمات الإرهابية، وإصرارها على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر والبحرين والدول العربية بصورة تهدد أمنها واستقرارها، وتضر بالأمن القومي العربي ووحدة الدول العربية. وعقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالقاهرة الخميس. وبحث السيسي وآل خليفة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بجانب القرار الجماعي بقطع العلاقات مع دولة قطر. وشدد الزعيمان على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة تلك الدول ويدعم استقرارها ويصون سلامتها الإقليمية ومقدرات شعوبها. وعلى صعيد الأزمة، صدرت تصريحات للكرملين تؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينوي مقابلة وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عند زيارته موسكو في 10 يونيو الحالي، بحسب ما نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين، الخميس. وفي السياق، اعلنت تشاد الخميس، استدعاء سفيرها في قطر، وجاء في بيان لخارجيتها انه «اثر التوتر الدبلوماسي الشديد بين المملكة والامارات والبحرين وعدد من الدول وقطر، قررت حكومة جمهورية تشاد استدعاء سفيرها في الدوحة للتشاور». وطالب البيان «دولة قطر باحترام تعهداتها بوقف كل سلوك من شأنه الاساءة للوئام بين دول المنطقة والسلم في العالم».