تناولت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ما أسمته "الحرب الدبلوماسية" بين السعودية والإماراتوالبحرين من جهة وقطر من جهة أخري . وعدَد تسفي بارئيل محلل الشؤون العربية بالصحيفة هآرتس الأسباب التي دفعت السعودية لإعلان جماعة الإخوان المسلمين والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة وحزب الله السعودي والقاعدة تنظيمات إرهابية ، مشيرا إلى إن هذا الإعلان يأتي بعد عدة أيام فقط من استدعاء المملكة السعودية والبحرينوالإمارات سفرائهم في قطر.
وقال، فى تحليل مطول عن أزمة سحب السفراء من الدوحة :"القرار جاء مصحوبا بتعليمات لمنع الطائرات القطرية من دخول المجال الجوي لتلك الدول، وكل هذا يرتبط ببعضه البعض، ويمكن فهمه كحرب دبلوماسية هي الأول من نوعها بين الدول المنضوية في مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف :"بين البحرين، الإمارات، السعودية وبين قطر تدور منذ سنوات معركة تهدف إلى وقف إساءات قناة الجزيرة ومعاقبة الشبكة على منحها غطاء كامل للإخوان المسلمين فى مصر".
وتابع بارئيل :"ذروة هذه المعركة كانت في التأييد غير المتحفظ للاخوان في مصر، الذي يعتبر وبصدق جزء لا يتجزأ من سياسات قطر. قطر منحت نظام الإخوان دعم بلغ مليارات الدولارات، وتوقفت عن ذلك عندما تدخل الجيش المصري وسيطر على الحكم في يوليو 2013 ، لكن الدعم القطري للإخوان وإساءات "الجزيرة" لم يكن سوى جزء من معادلة الغضب الخليجي على الدوحة، فقد سبق وهاجمت الشبكة تدخل قوات درع الجزيرة السعودية فى البحرين.وفقا لما أورد موقع الحصاد الإخباري.
وبحسب المحلل الإسرائيلي فإنه "بعيدا عن الحرب على القناة القطرية القوية التي تحظى بمشاهدة 70% من الجماهير العربية، فإن الحرب الحقيقية تدور ضد سياسة قطر التي عبرت عن نفسها في الحرب بسوريا، حيث تدعم هناك التنظيمات الإسلامية ضد الأخرى التي تحظى بالدعم السعودي وعلاقاتها القوية مع إيران وحماس والتي تستضيف الدوحة زعيمها خالد مشعل".
وأردف :"لا تدعم قطر الإخوان المسلمين فقط، بل تمول بعض من عمليات جبهة النصرة، ذلك التنظيم المتشددة المحسوب على القاعدة في سوريا. ولا يقتصر تأثير الدوحة على الخطوات العسكرية بل على مستقبل سوريا أيضا، الأمر الذي يضاعف مخاوف السعوديين".
وتابعت الصحيفة على لسان محللها: "يبدو أن ما أشعل الغضب السعودي مؤخرًا هو اللقاء الذي جري قبل أيام بين وزراء خارجية العراق، إيرانوقطر حول مستقبل سوريا ، ووفقا لتقارير تناولتها وسائل الإعلام العربية فقد أوضحت الدوحة، على عكس موقف السعودية وباقي دول الخليج، أن الحل في سوريا دبلوماسي وليس عسكري، وبذلك وضعت نفسها إلى جانب إيران".
وأشارت إلى أن "الدول الخليجية الثلاثة عقدت بعد ذلك اجتماعًا عاصفًا مع قطر، اتهمتها فيه بالانحراف عن السياسات التي أقرها مجلس التعاون، كذلك اتهموها بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ومنحها الحماية لأشخاص يضرون بالاستقرار والأمن في المنطقة".
واعتبر "بارئيل" أن تلك الخطوات تبعث برسالة شديدة اللهجة إلى تركيا أيضا، التي يواصل رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان تأييده للإخوان المسلمين- وهو الموقف الذي تسبب في قطع العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا.