لأول مرة منذ تأسيس منظومة التعاون الخليجي العام 1981 تقرر دول لها ثقلها ووزنها وأهميتها في المنظومة الخليجية مثل المملكة العربية السعودية الذراع السياسية لدول التعاون الخليجي ودولة الإمارات العربية المتحدة القوة الاقتصادية ومملكة البحرين ذات المواقع الاستراتيجي وأحد أهم البوابات الرئيسية للدخول إلى المنطقة الخليجية سحب السفير من دول شقيقة مثل دولة قطر مما يعني ذلك أن قرار سحب السفراء لم يأتي بسبب وجود اختلاف في المواقف حول القضايا الخارجية كما يدعي ذلك بيان مجلس الوزراء القطري وإنما قرار سحب السفراء يأتي بالدرجة الأولى بسبب السياسات التي تنتهجها الدوحة وخاصة في الآونة الأخيرة والتي وضعت بدورها مستقبل وأمن واستقرار المنظومة الخليجية على كف عفريت،، إن تفكيك منظومة التعاون الخليجي هدف مشترك لكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تسعى للدفع بالربيع العربي إلى الساحة الخليجية حتى يصبح حالها كحال تونس وليبيا وغيرها لكي يصبح من السهل بعد ذلك تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد القاضي بتفكيك المنطقة وإعادة تقسيمها ولعل تدخلات السفارة الأمريكية في الشأن البحريني والمتضمنة المطالبة باحترام حقوق الإنسان واتخاذ خطوات إصلاحية خير دليل على ذلك وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دأبت منذ العام 1979 إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لها لتصدير ثورتها وتحقيق مطامعها في الهيمنة على المنطقة الخليجية،، ممارسات دولة قطر العابثة بأمن واستقرار ومستقبل المنظومة الخليجية والتي من أهمها تمويل عناصر إخوانية خليجية ودعم الجماعة الحوثية في اليمن كما أن توقيت سحب السفراء يجعل من غير المستبعد وقوف دولة قطر خلف الأعمال الإرهابية التي شهدتها مملكة البحرين وكذلك العوامية شرق السعودية في الآونة الأخيرة فهذه الأعمال تهدد السلم والاستقرار الخليجي وتجعل من السهل تفكيك المنظومة الخليجية وبذلك يصبح الطريق ممهد أمام تنفيذ المخطط الأمريكي والإيراني ،، أضف إلى ذلك أن سياسات الدوحة لم تقتصر على العبث بالأمن الخليجي بل طالت أيضا الأمن العربي من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين والدخول في تحالف مع تركيا والتخطيط لتضييق الخناق على القاهرة اقتصاديا من أجل إسقاط الدولة المصرية الأمر الذي سيعمل بدوره على خلق فراغ في النظام العربي لن تستطيع أي دولة أن تملؤه مما يعمل ذلك على تمهيد الطريق أمام الجمهورية الإيرانية لأن تمدد في المنطقة وتشكل خطرا على الأمن الخليجي والعربي كما حصل ذلك ما بعد سقوط الدولة العراقية على يد قوات التحالف الأمريكية البريطانية العام 2003،، مستقبل العلاقات القطرية الخليجية تتم معرفته من خلال قراءة بيان مجلس الوزراء القطري الذي استنكر واستغرب قرار سحب السفراء فالدوحة بذلك البيان كمن يرى نفسه على الطريق الصحيح ومن هنا نجد أنه من الصعب حدوث أي تغيير في سياسات قطر مما يجعل الدول الخليجية التي قررت سحب السفراء أن تسعى إلى اتخاذ خطوات أكثر تصعيديه لإقناع الدوحة أملاً في العودة بها إلى المسار الخليجي.