على الرغم من ظهور العديد من وسائل التنبيه الالكترونية بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي في الصوتيات والمرئيات، إلا أن بوطبيلة ما زال حريصا في شهر رمضان من كل عام على أن يجوب مناطق وبلدات الأحساء، في عادة رمضانية صامدة تتجدد كل عام بينما تربط الماضي بالحاضر، ولا يزال ذلك الصوت يتردد صداه في الفرجان، حيث يطلق الأهازيج الروحانية الممزوجة بالتهليل والتكبير وفيها عظة للصائمين على ايقاع الطبل الشعبي الذي يحمله على كتفيه برفقة الأطفال، مرددين «لا إله إلا الله محمد رسول الله» و«أصحى يا نايم وحّد الدايم». بلدة المركز شرق مدينة الهفوف شاهدة على هذه الفعالية التي تتكرر كل ليلة حتى آخر الشهر الكريم، فهي تضفي على ليالي الشهر الكريم طابعا خاصا على الرغم من التطورات الاجتماعية وانشغال الناس بالأنماط الرمضانية الجديدة، بينما اختلفت شخصية بوطبيلة ودورها في وقتنا الحالي، حيث في الأزمان الماضية لهذه الشخصية التراثية دور مهم في ايقاظ الناس من النوم لتناول وجبة السحور، أما في يومنا هذا فأصبح بو طبيلة من العادات التراثية الرمضانية وحسب. بوطبيلة يجوب الأحياء القديمة ويؤكد جاسم بوحمد، أنه عاشق لهذه العادة الجميلة منذ الصغر عند ما كان يلاحق بوطبيلة يتنقل من منطقة الى اخرى، مشيرا إلى أنه يتفرغ لها تماما في شهر رمضان المبارك، منوها بأنه يمارسها منذ ما يقارب 17 عاما، لافتا بأنه يجوب البلدة بطولها وعرضها يستغرق ساعة ونصف الساعة، بينما في اليوم الأخير من شهر رمضان، يقرع الأبواب نهارا حيث يقدم له الأهالي ما تجود به أنفسهم من مبالغ نقدية نظير الحفاظ على هذه العادة وفرحة الصغار بها الذي يقدم لهم أهازيج رمضانية خاصة بأسمائهم، وفي الليلة الأخيرة من الشهر المبارك، يخصصها بأهازيج الوداع، يقول «الوداع.. يا لوداع.. يا شهر الصيام.. يا شهر رمضان». أما عبدالمجيد الموسى فأشار إلى أنه حين يسمع دقات الطبل يعيش في جو رمضاني حقيقي وهو يرى متعة الأطفال بهذه الأجواء التي اصبحت من التراث، بعد أن كانت مهنة شعبية لها أهمية في سالف الأيام، ومدى تعلق الشباب والصائمين بهذه الشخصية التراثية الماضية الحاضرة في قلوبنا وأذهاننا، وبفضل من الله لا تزال الأجيال الجديدة تستمتع بهذه الأجواء التي اصبحت من التراث، بعد أن كانت مهنة شعبية لها أهمية في سالف الأيام، والتي يجب الحفاظ عليها من الاندثار، حيث إن بوطبيلة مرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشعبية الرمضانية.