أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها الجمعه : " إن كل البشر يسعون إلى الحياة الهانئة السعيدة ويسخرون كل إمكاناتهم وطاقاتهم لتجنب أسباب الشقاء والعذاب فإذا تحقق لهم خير حافظوا عليه بكل الوسائل وخافوا من فواته أو نقصه ، وكم من أمة كانت آمنة مطمئنة تجبى إليها ثمرات كل شيء ويأتيها رزقها رغدا من كل مكان لم يخفق فيها قلب من خوف ولم تتضور نفس من جوع فانقلبت أحوالها في طرفة عين فإذا بالنعمة تزول وإذا بالعافية تتحول وإذا بالنقمة تحل وكم حكى الزمان عن دول وأمم وأفراد وجماعات أتت عليهم عقوبات تستأصل شأفتهم وتمحو أثرهم لا ينفع معها سلاح ولا تغني عنها قوة ولا ملجأ من ربنا ولا منجى منه إلا إليه فهو القوي القاهر والعزيز القادر فأين ثمود وعاد وأين الفراعنة الشداد لما نسوا الله أوقع فيهم بأسه فصاروا بعد الوجود أثرا وأصبحوا للتاريخ قصصا وعبرا " . وأشار فضيلة الشيخ آل طالب إلى أن ظهور الفاحشة في واقع المسلمين وفي وسائل الإعلام ومنع الزكاة وخيانة الأمانة ونقض العهود وتحكيم الهوى ونبذ الشريعة تلك هي أكبر أسباب المصائب العامة التي إذا نزلت بقوم لم يسلم من وطئتها أحد ، ومن أسباب العقوبات العامة ما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ، فقال رجل من المسلمين يا رسول الله ومتى ذاك قال إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور. وشدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير على أهمية العناية بتنشئة الشباب على المنهج القويم والحرص على إبعادهم عن رفقاء السوء وحثهم على مرافقة من يشهد له بالصلاح والتقوى ليكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم مطيعين لربهم ان حداثة السن كناية عن الشباب واول العمر، وحدث السن قليل التجربة ، ضعيف الادراك ،اسير التأثر والاعجاب، سريع المماثلة والتشبه، لا ينساق غالبا الى ماينفعه الا باشارة مشير ومعاونة نصير، فمتى اعجب الشاب الحدث أو الفتاة الحدثة بشخص انحازوا اليه، واقتبسوا منه ،واكثروا من ذكره ،ونطقوا بنغمته، وماثلوه في صورته وحركته ولبسته . واضاف انه حين غاب دور الرقيب تسلل الى مجتمعاتنا قدوات في منتهى السوء والسخط ، وحين توارى دور الولي الصالح وضعف تأثير المربي الناصح ظهرت بين شبابنا وفتياتنا سلوكيات شاذة ومظاهر مقيتة وتصرفات غريبة لم تكن معهودة ولا موجودة، وظهرت المترجلات من النساء والمتشبهين بالنساء من الرجال في أسواق المسلمين وميادينهم، شباب اصيبوا بداء التميع والتكسر والتعطف والتسكع في الاسواق والتمايل في مجامع النساء ، يضع الاقراط في أذنيه والمعاصم في يديه والقلائد في صدره ، يلمع شفتيه ويلون بشرته ويحمر وجه ويلبس الملابس الشفافة والضيقة ويرتدي سراويل اخذت من الاسماء أرذلها واخبثها تكشف عن عورته وتكشف عن سوءته في سلوك غاية في القبح والشذوذ والغرابة .