تنتشر مخيمات تفطير الصائمين داخل الأحياء وفي مساجد محافظة النعيرية قبل حلول شهر رمضان الكريم. ويتسابق أصحاب المنازل للمشاركة في تقديم موائد الإفطار للصائمين طلبا للأجر والمثوبة في هذا الشهر الفضيل الذي نعيش أولى أيامه المباركة هذا العام، فيما يتولى مجموعة أو أحد الأشخاص الإشراف التطوعي على هذه المخيمات واستقبال ما يصلها من أطعمة رمضانية قبيل الإفطار، في الوقت الذي يبدأ فيه الصائمون بالتوافد على هذه المخيمات وانتظار وقت أذان المغرب، ليطيب لهم بعد ذلك تناول وجبات الطعام التي تعدها الأسر في المنازل وتقدمها لهؤلاء الصائمين، عبر هذه المخيمات التي تعتبر إحدى أهم وأجمل المظاهر الرمضانية سواء في النعيرية أو في غيرها من مناطق ومحافظات المملكة، ويبدو الإقبال على هذه المخيمات أكثر من أي مواقع أخرى للإفطار ويفضلها الصائمون من أبناء الجاليات المقيمة في المحافظة لما تحويه من موائد إفطار مختلفة تعدها ربات الأسر في المنازل، وتكون هذه الأطعمة مفضلة لديهم بخلاف الأطعمة التي تقدمها المطاعم لمخيمات التفطير الأخرى، والتي غالبا تكون محدودة على وجبات الأرز والدجاج. ومما يميز تلك المخيمات هو إتاحة الفرصة للمشاركين بتقديم وجباتهم للصائمين والاعتناء بالأواني الخاصة بهم إلى حين إعادتها لهم، فيما تقدم بعض الأسر أطعمتها للصائمين بأوانٍ بلاستيكية بدلا من العودة إلى هذه المخيمات مرة أخرى طلبا للأواني، وتحرص بعض الأسر على المشاركة في عدة مخيمات ومواقع لتفطير الصائمين ولا يحصرون أنفسهم في مخيم تفطير واحد، وذلك بحثا عن التنوع وإطعام الصائمين هنا وهناك، ويبرز من أهم الأطعمة التي تشارك بها الأسر في هذه المخيمات الشوربة واللقيمات والسمبوسة، وغيرها من الأطعمة التي تعدها الأسر في منازلها ويكون للصائمين من أبناء الجاليات وغيرهم نصيب من هذه الأطعمة الرمضانية ذات النكهة المحببة إليهم وتستهويها نفوسهم. ويذكر عدد من الصائمين من جنسيات آسيوية مختلفة أنهم يفضلون الإفطار في مخيمات الأحياء والمساجد التي تقام فيها موائد إفطار، لحرصهم على تناول ما يتم تقديمه لهم من أطعمة تعدها الأسر في المنازل، وتتميز بمذاق شهي لا يقارن بالأطعمة المعدة في المطاعم، منوهين إلى أن هذه المخيمات تجمع أبناء الجاليات مع بعضهم من شتى الجنسيات، وفيها يتعارفون ويتحدثون إلى بعضهم وتبدأ علاقات أخوية تستمر لسنوات، في حين كانت البداية من سفرة رمضانية جمعتهم عبر هذه المخيمات، إلى جانب أن هذه المخيمات والمظاهر الرمضانية تعكس مدى سماحة الإسلام وتآخي المسلمين فيما بينهم وتعاطفهم وتراحمهم. مواطنون يشاركون في تقديم وجبات الإفطار للصائمين