تبادر الكثير من الأسر بمحافظة النعيرية إلى إعداد وتقديم وجبات الإفطار المنزلية للجاليات المقيمة بالمحافظة، سواء في المساجد أو الساحات المكشوفة أمام المنازل أو في مخيمات إفطار الصائمين، وتبدو مثل هذه المشاهد من أبرز المظاهر الرمضانية، التي تعكس اللحمة بين المسلمين على مختلف جنسياتهم، وبما يعكس حرص الكثير من الأسر على اغتنام فضائل الشهر الكريم بالإحسان إلى هؤلاء المقيمين من أبناء الجاليات، وإشراكهم فيما يتم طبخه وإعداده من أطعمة رمضانية مختلفة في المنازل، وبما يساعدهم على أداء واجباتهم الدينية ثم التوجه لأعمالهم، خصوصا ممن يعمل منهم ساعات طويلة، وتجد في المقابل هذه الأطعمة قبولا لدى أبناء الجاليات، ويتم تفضيلها على أصناف الأطعمة الأخرى، التي تقدمها المطاعم على موائد الإفطار في بعض مخيمات التفطير، ويذكر عدد من أبناء الجاليات أن رمضان شهر خير وبركة وتلاحم وترابط بين المسلمين، وما يُشاهد من الحرص على إقامة مثل هذه الموائد الرمضانية يشعرهم بأنهم مقيمون بين أهلهم ويقلل من معاناة الغربة التي يعيشونها، وأضافوا: نحرص على إجابة الدعوة من الأهالي ومشاركة إخواننا من الجاليات الأخرى بالإفطار على أصناف متعددة من الأطعمة الرمضانية، وتعتبر الشوربة والكبسة والمكرونة واللقيمات من أكثر ما يجذبنا إلى هذه الأماكن، التي يقام فيها وجبات التفطير، وتوجهوا بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يكتب الأجر والمثوبة للمشاركين في إعداد ولائم الإفطار للصائمين، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتهم، ويشير أحد الأهالي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن أسرته تشارك في تقديم بعض الأطعمة الرمضانية في مخيمات التفطير أو المساجد القريبة من مقر السكن، مبينا أن ما يدفعهم إلى ذلك هو الرغبة في الحصول على الأجر من الله تعالى، والتقرب إليه بفعل الطاعات في هذا الشهر الفضيل، اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، الذي كان أجود الناس وأجود ما يكون في شهر رمضان. ويشارك الطفل سلمان والده في تجهيز مكان الإفطار للصائمين في أحد المساجد من بعد صلاة العصر مباشرة، ويستقبل أصناف الأطعمة الرمضانية، التي تصل إليه من الأسر خلال هذه الفترة، ويقول إنه اعتاد على ذلك منذ سنوات، حيث دأب هو ووالده على ذلك، مبديا سعادته بهذا العمل الإنساني والخيري، الذي حث عليه الدين الحنيف.