المسحراتي «بوطبيلة» يعتبر من موروثات الأحساء الموغلة في القدم، وارتبط ارتباطا وثيقا بشهر رمضان، وهو ما يعرف محليا بأبوطبيلة. وكان يبدأ عمله منذ أول ليلة في شهر رمضان بالتجول سيرا على الأقدام في السكك والحواري صيفا وشتاء صحوا وممطرا وذلك قبل موعد السحور بوقت كاف؛ لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور؛ نظرا لنوم الناس مبكرا استعدادا للقيام بأعمالهم من الصباح الباكر، حيث يردد الأهازيج مع طرق الطبل بطريقة خاصة وكان يرافقه حامل السراج لاضاءة الطريق له. وتنتظره بعض النسوة من خلف الأبواب والأطفال للفرجة والاستمتاع وقد يلحق به بعضهم. وفي منتصف رمضان، يشارك الناس في فرحة القرقيعان، ويرفع صوته مع نبرات الحزن، وترديد عبارات بصوت حزين لوداع رمضان، وذلك في الليالي الأخيرة من الشهر، حيث تهديه الأسر الميسورة بعض المأكولات غير المطبوخة خاصة الرز والتمر وذلك نظير عمله. وفي يوم العيد له مشاركة بنشر الفرحة بين الأهالي بترديد الأهازيج حيث تقدم له العيدية. والآن، اختفى بوطبيلة من أحياء وحواري الأحساء وذلك مع انتفاء الحاجة له وإن ظهر وعلى استحياء البعض وعن تطوع بإعادة ذكريات الزمن الجميل في ظل وجود التقنيات الحديثة وانه أصبح الآن موروثا يتغنى به وسيبقى أيقونه في تراث الأحساء المبدعة، والذي يستحق التاريخ والتوثيق.. وعساكم من عواده.