أستاذ العلوم (روبرت ماكنيش) كتب مقالا علميا بعنوان «دروس من الأوز»، تناول فيه طيران سرب الأوز في الفضاء، وقال إن سبب طيرانه على هيئة حرف يو «U»، أن كل طائر في السرب يستفيد من ضربة جناح الطائر الذي يسبقه، والتي تقلل مقاومة الهواء لجناح الطير التالي، ما يجعل هذا السرب قادرا على الطيران لمسافة أطول مما لو طار كل طائر بمفرده، وذلك لأن أي طائر يضرب الهواء بجناحه، فإنه يتسبب بذلك في عمل تيار هواء صاعد، يشعر به أي طائر يطير خلفه على مسافة قريبة جدا، ما يقلل المجهود الذي يبذله الفرد الواحد في الطيران. هذا بالضبط ما نحتاجه هذه الأيام المباركة من الجمعيات الخيرية في المنطقة الشرقية، وهي أن تشكل معا تكتلا واتحادا فيما بينها؛ لتؤسس وتنظم أضخم عمل اجتماعي في رمضان، خاصة وأن عددها- ولله الحمد- بات كبيرا جدا، فوفقا لآخر إحصاء مُعلن منذ عامين تقريبا بلغ عدد الجمعيات الخيرية بالمنطقة الشرقية (66) جمعية، وحققت المنطقة المركز الثالث في عدد الجمعيات بعد منطقتي مكةالمكرمة والرياض، وذلك بنسبة (10.6) من المجموع الكلي للجمعيات البالغ عددها (624) جمعية. هذه الجمعيات ذات الجهود المشكورة، تهتم بعضها في رمضان بالعناية بالأيتام، وبعضها بتوفير الكسوة، وثالثة بتوفير السلة الغذائية، وغيرها من أوجه البر في الشهر الكريم، لكن لو اتحدت تلك الجمعيات في هيئة لجنة مثلا وتولت تنفيذ برنامج للعناية ب(500) يتيم، أو توفير (1000) سلة غذائية، أو تشكيل برنامج زكاة فطر موحد فيما بينها، أو عمل بحوث ودراسات حول المناطق والأُسر دائمة الاحتياج وذلك لمنحها مشروعا ضخما ينتشلها من الفقر، ويجعلها من الكيانات المنتجة حتى لا تكون بحاجة لأحد في المستقبل، بهذا تكون الجمعيات قد أنجزت عملا ضخما يُحسب لها، ويبرز قدرتها على التعاون لصالح المجتمع. هذه الأفكار يمكن لهذا الائتلاف أن ينفذها مستفيدا من خبرات العاملين بالجمعيات، وكذلك من فرق المتطوعين الذين تفخر بهم المنطقة الشرقية، والذين شارك بعضهم في اللقاء السنوي الرابع عشر للجهات الخيرية، الذي نظمته جمعية البر في رجب 1438ه، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، حيث بلغ عددهم (160) متطوعا، منهم (12) من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا شك أن عددهم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. همسة.. حين يكون هناك اتحاد في الغاية والهدف، وتناغم في العمل الجماعي، تصبح الأمور أسهل من ذي قبل، وتحقيق الغايات والأهداف أيسر، وأسرع.