أكد مسرحيون أن غياب المسرح الذي يراعي حقوق الطفل سيحدث نوعا من الارباك وعدم الانسجام بين الطفل والمسرح، مشيرين الى أنه قد يصبح سلاحا ذو حدين إذ لا يتم في مسرح الطفل مراعاة سنه بما يجعل المسرح ضارا ومرعبا لبعض الأطفال، دون مراعاة ذلك. جاء ذلك في ختام فعاليات مهرجان الطفل والعائلة المسرحي الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام مؤخرا في الواجهة البحرية بالخبر بحضور لافت للعائلات وخصوصا الاطفال، ولكن السؤال عن حجم تفاعل الاطفال مع الافكار والقصص التي قدمت ضمن العروض المسرحية. وقال الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل: إن غالبية الاطفال تتلقى العروض المسرحية كلعبة تتضمن التسلية ومتعة الفرجة، حيث لم يتبلور لدى المجتمع ثقافة «منظور مسرح الطفل»، وذلك لسبب واضح جدا وهو أن المجتمع لم يجعل الفنون والمسرح جزءا من تربيته للطفل، سواء في البيت او المدرسة او الشارع، وفي ذات الوقت لم يتم بناء مسرح منظم ومنضبط يهتم بعلم سيكولوجيا الطفولة والمراهقة. واضاف السماعيل: غياب المسرح الذي يراعي حقوق الطفل بالتأكيد سيحدث نوعا من الارباك وعدم الانسجام بين الطفل والمسرح، فكلاهما لا يعرف الآخر ولا يفهمه جيدا، فتتحول العملية برمتها الى مجرد لعبة سطحية للبحث عن الفرجة أو المتعة ان وجدت، فمثلا لا يتم في مسرح الطفل لدينا مراعاة لسن الطفل المحكوم بقدرات محددة، حيث إن من المعروف أن العروض قد لا تتناسب مع الجميع بمختلف أعمارهم، بل يمكن ان يكون المسرح ضارا ومرعبا لبعض الأطفال، إذا لم تتم مراعاة سن الطفل المتلقي للعرض المسرحي. من جانبه، أكد الباحث المسرحي علي السعيد أن الجمهور المسرحي يعتبر متعطشا وشغوفا لما يقدم على خشبة المسرح، ما يجعله يستمتع بالطرح ويتفاعل معه بشكل ايجابي وهذا هو الأهم، وهذا ينطبق على مسرح الطفل بشكل اكبر. وأشار السعيد إلى أن القائمين على مسرح الطفل ما زالوا معدودين في المملكة، وهو ما يؤدي إلى عدم إشباع نهم الاطفال، مقترحا أن يكون هناك رصد لردود أفعال الاطفال خلال العروض الموجهة لهم، خصوصا بعد انتهاء العرض لاستطلاع آرائهم؛ وذلك بهدف معرفة الإجابة الحقيقية عن مستوى العرض خصوصا وأن آراء الاطفال أصدق من الكبار. ويرى المخرج المسرحي سلطان النوه أن تفاعل الطفل مع الطرح المسرحي كبير وواضح من خلال المهرجانات المسرحية، كذلك من خلال العروض التي تقيمها الجهات ذات العلاقة بالمسرح في المملكة. وقال: نشاهد كما كبيرا من الحضور لمسرحيات الاطفال مع ملاحظة ان ثقافة الحضور تختلف من مدينة إلى إخرى، ويرجع ذلك الى تركيز بعض المناطق والمدن على العروض المسرحية الخاصة بالطفل، لما تحمله من قيمة وأهمية، فعلى سبيل المثال يحرص الآباء والامهات في محافظة الاحساء على إحضار أبنائهم للعروض المسرحية؛ ويعود ذلك لأن الوالدين عاشوا في صغرهم لحظات حضور العروض المسرحية الخاصة بالطفل، وما زالوا يتذكرونها حتى اليوم ما يجعلهم يفضلون اخذ اطفالهم إلى تلك التجربة التي تعدت الأربعين عاما من حضور الأجيال المتواصلة والحريصة على التفاعل مع الطرح المسرحي. وعن مستوى الطرح قال الممثل والمخرج المسرحي جميل الشايب: إن مسرح الطفل سيكون الخيار الاول للأب والأم متى ما وجدوا الطرح الجيد والملائم لأبنائهم، من خلال تحديد الفئة العمرية المناسبة للعرض. وأضاف: هناك حماس كبير من قبل جمهور الاطفال للمسرح، يشجعهم في ذلك تواجد عائلاتهم معهم وهذا ما يساهم في زرع «الثقافة المسرحية» في نفوس النشء، والتي تعمل بشكل متواز مع عملية التعليم.