فيما وصل المبعوث الأممي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الى صنعاء أمس لعقد مشاورات لإبرام تهدئة قبل حلول شهر رمضان، وتمهيداً لاستئناف مفاوضات السلام اليمنية، أشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بدول التحالف العربي لالتزامها بدعم وحدة اليمن، وتصديها للمشروع الفارسي والعمل على استعادة الشرعية الدستورية، في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة ل «اليوم» ان ميليشيات الانقلاب الحوثية أطاحت بعدد من قيادات الصف الاول للميليشيا من المؤسسين لجناحها العسكري، إثر صراع بين عدد من القيادات للسيطرة على القرارات والامتيازات داخل مؤسسات الدولة المختطفة. وقالت المصادر: «ان عملية الإطاحة بدأت بالقائد العسكري للميليشيا اللواء يوسف المداني زوج ابنة الصريع حسين الحوثي والرجل الثاني في الميليشيا بعد عبدالملك، حيث تم نقله من القيادة المركزية في العاصمة المختطفة صنعاء إلى قيادة جبهة ميدي كقائد للمنطقة العسكرية الخامسة، إضافة الى الإطاحة باللواء ابو علي الحاكم وقائد المنطقة الرابعة التي تضم تعز ومحافظات الجنوب عدن ولحج وابين والضالع». اللواء المدسوس أفادت المصادر بتعيين اللواء يحيى الشامي الذي كان مدسوسا داخل جيش المخلوع، قائدا للجناح العسكري للميليشيا بعد ان تم تعيينه مساعدا لوزير الدفاع في حكومة الانقلاب السابقة، وكان الشامي منسقًا لتحركات خلايا الحوثي داخل ألوية الجيش لتسريب المعلومات الى الميليشيات والعمل على إحباط عمليات الجيش في صعدة، وتمت إقالته بعد رصد تواصله مع الحوثيين اثناء عمله محافظا لصعدة. ويعد الشامي متزعما للجناح المتشدد المطالب بحل كل وحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الموالية للمخلوع باستثناء من يمكن استقطابهم الى صف الميليشيا بعد تلقي دورات طائفية. ووفقا للمصادر، أطاح الحوثيون امس الاول بمشرفي محافظات ذمار والحديدة وحجة والمحويت وعمران وريمة، وهو ما يمثل 70 % من قياداتها التي تدير المحافظات المهمة. تصادم مصالح ويتصادم جناحان داخل قيادة الحوثيين يتمثل الأول في صالح الصماد رئيس ما يسمى المجلس الانقلابي الاعلى ومعه يوسف الفيشي ممثل زعيم الميليشيا ويوسف المداني رئيس اللجنة الامنية العسكرية العليا المقال؛ وابو علي الحاكم القائد الميداني، فيما يمثل الثاني محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الميليشيا ورئيس اللجنة الثورية العليا للانقلاب، وحمزة الحوثي عضو وفد الانقلاب في المفاوضات، وعبدالكريم أمير الدين الحوثي أحد أقارب عبدالملك، ومحمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين ورئيس وفد التفاوض، واللواء يحيى الشامي القائد العسكري الجديد للميليشيا. ويعد الجناح الثاني الذي يمثله اقارب زعيم الميليشيا اكثر ارتباطا بدوائر المخابرات الايرانية وذراع الحرس الثوري التنفيذية في اليمن، في حين يشكل الجناح الاول الطرف الذي يميل الى المرونة ومع خيارات الحل السياسي والتفاوض وعدم المغامرة في الحرب بصورة اكبر من الذي وصلت اليه الأوضاع الحالية. وتتهم مخابرات ايران الطرف الاول الذي يقوده الصماد والفيشي بالخيانة والعمل ضمن اجندة المخلوع، وتلقيهم اتصالات من جهات خارجية للإعداد لانقلاب داخل صفوف الميليشيا بمشاركة المخلوع. التحالف يوحد اليمن شدد الرئيس اليمني على أن التحالف العربي قطع شوطًا كبيرًا في معركة إنهاء الانقلاب والتصدي للمشروع الفارسي واستعادة الدولة والحفاظ على وحدتها واستقرارها وتمكين الشرعية من بسط نفوذها على كامل التراب اليمني. وأشار هادي في كلمة بمناسبة احتفال بلاده بمرور الذكرى السنوية ال27 لقيام الوحدة بين الشمال والجنوب إلى أن بلاده ستظل سياجًا منيعًا وحاميًا لدول الخليج والدول العربية والعالم، ورفضها التحول إلى قاعدة إيرانية فارسية تبتز الجيران وتهدد العالم في سبيل مشروعها التوسعي الزائف. وقال الرئيس اليمني: إن دول التحالف العربي أثبتت لليمن وللمجتمع الدولي التزامهما تجاه أمن واستقرار ووحدة ومصلحة الشعب اليمني، وأثنى على جهود دول الخليج العربية ومساهمتها في وضع حلول لرأب الصدع الوطني ومنحها الكثير من الأمل لليمنيين في الشمال والجنوب وفي الداخل والخارج. وعلى صعيد انتشار وباء الكوليرا، دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني إلى تكثيف جهودها لمحاصرة وباء الكوليرا في اليمن؛ والحد من انتشاره وتدارك الوضع الإنساني والصحي. وأشادت الأمانة العامة بتوجيه خادم الحرمين لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة باتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة مرض الكوليرا واحتوائه في اليمن. وأشارت المنظمة إلى أن اليمن يشهد ارتفاعًا كبيرًا في حالات الإصابة بالكوليرا، حيث فاق عدد الحالات المصابة 23 ألف حالة، أما عدد الوفيات فبلغ 242 في 18 محافظة خلال الأسابيع القليلة الماضية.