القنصلية الأمريكيةبالظهران.. أول ما سيتبادر إلى الأذهان لأي مواطن من أهالي المنطقة الشرقية حين يفكر في استخراج تأشيرة سفر لامريكا لغرض السياحة او الدراسة او غيرهما، فهي الجهة الرسمية المخولة في المنطقة لتقديم تلك الخدمة، وهو أمر وإن كان صحيحا من جانب ما، لكنه بالمقابل يغفل جوانب عديدة وقصة طويلة وجهودا لا تزال تبذلها هذه المنشأة الدبلوماسية في خدمة واحدة من اهم العلاقات التاريخية بين دول العالم، محتفلة بمرور «يوبيل ماسي» من الصلة والصداقة بين المملكة والولاياتالمتحدة والتي تعود لاكثر من 80 عاما، وبما تحمله من مكانة خاصة لتأثيرها الدولي اقتصاديا وسياسيا ومحط أنظار واهتمام كافة الدول الحليفة والصديقة.. ولمزيد من الضوء نتطرق لتفاصيل هذه الحكاية وذكرياتها وفقا لما جاء بصفحات الكتاب الذي أصدره قسم الشؤون العامة في القنصلية تحت عنوان (القنصلية الأمريكيةبالظهران.. 70 عامًا من الصداقة). مسؤولون سعوديون وأمريكيون خلال إحدى المناسبات بمبنى القنصلية القديم بداية القصة فيلا دوبلكس في مجمع أرامكو السكني.. من هنا بدأت قصة القنصلية الأمريكيةبالظهران التي تأسست عام 1944 في الفيلا رقم «1635» في مجمع ارامكو السكني بالظهران؛ حيث تعتبر المقر الأول للقنصلية الأمريكية، وأول تمثيل دبلوماسي أمريكي في منطقة الخليج، حيث تعود تفاصيل تلك الحقبة إلى 1931، حين قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- رحمه الله- بمنح حق التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، الامر الذي شكل نقطة انطلاق علاقات تاريخية بين البلدين ليتبعه توقيع اتفاقية تعاون تخدم هذا الجانب، وسيظل التاريخ يوثق ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 1945، والذي تبعته عدة لقاءات متبادلة لقادة البلدين عززت جوانب الصداقة والاحترام ومراحل التطور والنهضة التي عاشتها المملكة في شراكة مستمرة مع الولاياتالمتحدة على مختلف الأصعدة، ومنذ تأسيسها. نائب الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش الأب في قنصلية الظهران 1986 تطور مستمر تحرص القنصلية على تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين السعوديين المسافرين للولايات المتحدة، وتسريع وتسهيل اجراءات حصولهم على التأشيرات، واصدر قسم التأشيرات في القنصلية نحو 100 ألف تأشيرة للمواطنين السعوديين الراغبين في السفر للولايات المتحدة بين عامي 2008 و2013، ناهيك عن الكثير من الأدوار التي يحرص الفريق القنصلي على القيام بها لينعكس إيجابيا على تطور العلاقة بين البلدين الصديقين، ومن هذه الادوار همزة وصل بين الاطراف الراغبة في تعزيز احد جوانب الاستثمار المشترك بين البلدين؛ كاستضافة الوفود التجارية الباحثة عن المزيد من الفرص الاستثمارية، وكذلك التعليمية للطلاب والطالبات السعوديين الراغبين في إكمال دراستهم في امريكا. القنصل مايك هانكي ومنسوبو القنصلية يحتفلون باليوم الوطني للمملكة تاريخ راسخ في سبيل تطوير خدماتها تعتزم القنصلية الانتقال لمبنى جديد في 2020 يمتاز بتصميم مبتكر ويمتزج بثقافة الشرق، وهو على مساحة 10 فدادين ونصف الفدان بمدينة الخبر، ويحتوي على مقر إقامة القنصل العام ومرافق لموظفي القنصلية؛ ما يوفر بيئة عمل مستدامة وحديثة وسهولة وتيسير الخدمات والنشاطات والاجهزة والتقنيات التي من شأنها اختصار الوقت والجهد سواء للعاملين او للمستفيدين. المبنى القنصلي الأول بالظهران بمجمع أرامكو 1944 ووصف القنصل العام الامريكي مايك هانكي خلال وضع حجر الأساس لمبنى القنصلية الجديد، أنه يعتبر فصلا جديدا في العلاقات التاريخية الراسخة بين الولاياتالمتحدة والمملكة، مشيرا الى وجود القنصلية بالظهران والذي يزيد على 80 عاما، ما شكل شراكة دائمة بين البلدين تقوم على الصداقة والاحترام المتبادل، وهو ما أسس لعلاقة متجانسة مع المجتمع السعودي.بندر الورثان - الظهران عدد من منسوبي القنصلية قديما في أحد الاحتفالات القنصلية الحديثة ويبدو الطراز الشرقي في تصميمها