استعرض ملتقى مكة الثقافي في ختام فعاليات أسبوعه الثقافي، نماذج وطنية مميزة وناجحة في مختلف المجالات وذلك من خلال ندوة «طريقنا للقدوة»، وسط حضور فاعل من مختلف أوساط المجتمع. وأبرز الأسبوع الثقافي نماذج وطنية حققت نجاحات محلية وعالمية واستطاع بعضهم ان يحول الصعوبات التي واجهتهم إلى نجاحات وقفزات عالمية غير مسبوقة. وتناول د. محمد علي البارقي استشاري امراض القلب بمركز القلب بالحرس الوطني، والذي حقق نجاحات عالمية في هذا المجال، تجربته التي انطلقت من محافظة صغيرة جنوب السعودية وكيف تحقق له هذا النجاح عالميًا. مشيرًا الى ان الجميع يحتاج الى قدوة ليسير وفق خطاها ويتأثر بشخصيتها. وأشار البارقي الى ان تطوير المهارات وتحديد الأهداف والتغلب على الخوف من الفشل وعدم التوقف عن التعلم والعمل على تطوير المهارات وكيفية الاتصال هي عوامل النجاح. وفي ذات السياق، استعرض د. عصام بخاري، الذي كان يعمل ملحقا ثقافيا في اليابان سابقا، تجارب سعوديين كانوا يدرسون في اليابان ونجحوا في تقديم صورة مشرقة للسعودية بنجاحاتهم وانجازاتهم وابداعهم في مجالات عدة منها الروبوت واللغة وصناعة الطيران والسيارات. في حين تناول د. عثمان بكر الاستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، في ورقة عن الموهبة، تجربته الفريدة والناجحة التي بدأت من دراسته الأولى وما رافقها بعد تخرجه من الثانوية من صعوبات لاختيار التخصص. وتطرق د. بكر الى دخوله جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وموافقة الجامعة على مقترحه بإنشاء مختبر للنانو ومواصلته من عام 2010 الى 2013 حتى استطاع مع بعض زملائه المميزين ان يحققوا انشاء هذا المختبر الذي لا يوجد مختبر مماثل له على مستوى الشرق الأوسط. وأضاف: استطعنا بعد سنوات من العمل وبعد ان واجهنا صعوبات كبيرة ان نحقق نجاحات كبيرة، وبفريق عمل محدود، ونواصل في كل يوم اختراع واكتشاف أمر عالمي جديد. وتناول د. بكر في حديثه كيفية تغيير المسار في حياة الشخص عندما يصادف طريقا مغلقا، وسرد سيرة نجاحه في دراسة مجال بناء المواد. جانب من ندوة «الثقافة وصناعة القدوة» (اليوم) .. و«صناعة القدوة» تشدد على دور الأسرة في حماية الطفل أكدت الاستشارية الاسرية د.هند آل خليفة أن الطفل في بداية عمره أشبه بالرادار الذي يرصد التصرفات والسلوكيات المحيطة به في محاولة منه للبحث عن نموذج يقتدي به ويقلده. وشددت د.آل خليفة في جلسة «الثقافة وصناعة القدوة» التي نظمت ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي لملتقى مكة الثقافي على المسؤولية الكبيرة للوالدين بتوفير النموذج الايجابي لأولادهم من خلال غرس القيم والسلوكيات الحسنة بدلا من تركهم يبحثون عن القدوات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المتوفرة في الاجهزة اللوحية التي اصبحت ملازمة للاطفال في اغلب الاوقات. فيما استعاد د.سعود كاتب جانبا من القدوة الحسنة في حياته التي لخصها بأحد أصدقائه الذي اسهم في نجاحه وتغيير حياته إلى الأفضل، مبينا ان القدوة كانت ضيقة ومحصورة داخل المنزل وتقتصر على الوالدين، غير ان الثورة المعلوماتية والتقنية جعلت القدوة تصبح اكثر توسعا لدى الطفل عن طريق البرامج التقنية والالعاب المباشرة والانترنت. وشخصت د.دلال نمنقاني عميدة كلية الطب بجامعة الطائف العوامل التي تسهم في تكوين «ثقافة عمل» جيدة تساهم بتحقيق التقدم للمجتمع، فيما كان اخر فرسان الندوة المثقف والأديب الدكتور سعد البازعي الذي تحدث عن أهمية استعادة الجانب الاخلاقي للمثقف الذي يعتبر القدوة لغيره في سلوكه وتعامله مع الآخرين، وعن قيمه ومبادئه وتواضعه وهمته التي تعتبر قيما يجب ان تناقش وان تسهم في بناء القدوة بالمجتمع. عقب ذلك تداخل الحضور فكان للدكتور سحمي الهاجري مداخلة اكد فيها على دور المثقف واهمية ما يقدمه للمجتمع وتناول أطروحة الدكتور البازعي حول ذلك الدور، فيما اشار الدكتور جريد المنصوري الى شمولية الاختيار في المشاركين بالندوات بهدف تقديم المفيد، وشدد على التفاعل الذي شهدته المحاضرات من الحضور. فيما طالبت احدى الحاضرات بضرورة اشراك الشباب والشابات في كيفية صناعة القدوة واختيارها، مؤكدة على دورهم الفاعل في المجتمع وهو ما يهتم به أمير منطقة مكةالمكرمة الداعم الأول للشباب في المنطقة.