عقد مجلس الشورى جلسته العادية السادسة والثلاثين من أعمال السنة الأولى للدورة السابعة التي عقدها اليوم، برئاسة معالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، بحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ . وفي بداية الجلسة رحب معالي رئيس مجلس الشورى بمعالي وزير الشؤون الإسلامية لحضوره جلسة المجلس والوفد المرافق لمعاليه، مشيرا إلى أن حضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جلسة المجلس اليوم بناءً على طلب من مجلس الشورى يؤكد التعاون والتكامل بين المجلس ومختلف الوزارات والأجهزة الحكومية لما فيه خدمة الوطن وتحسين مستوى الأداء والخدمات المقدمة للمواطن. وأكد معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ حرص مجلس الشورى على القيام بدوره وفق نظامه واختصاصاته بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- الذي أوكل له مهاماً تنظيمية ورقابية، متوخياً في ذلك المصلحة العليا للوطن ومتلمساً حاجة المواطنين، مبينا أن المملكة اهتمت ومنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - حتى هذا العهد الميمون بكل ما يتفق مع الشريعة الإسلامية وتبنت ما تأتي به الشريعة الإسلامية وبما يصلح شأن الوطن ويرفع شأن المواطن . ونوه معاليه بما حققته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من قفزات عديدة في مجال عملها يلمسها الجميع في جميع أنحاء المملكة ، مؤكداً بأن هذا العمل الكبير الممتد يستلزم معه التعاون بين المجلس والوزارة بما يسهم في تعزيز الإيجابيات ومعالجة أوجه القصور إن وجدت. بعد ذلك عرض معالي وزير الشؤون الإسلامية أمام المجلس استراتيجية الوزارة المستقبلية وإنجازاتها الحالية، معبرا عن شكره لمعالي رئيس مجلس الشورى وعن سعادته لحضور جلسة مجلس الشورى، منوهاً بما يحظى به مجلس الشورى من ثقة لدى القيادة والمواطنين لما يمثله من ثقل علمي ونظامي وخبرات متخصصة بما أهله لدعم جهود الدولة في الداخل والخارج . وأكد معالي الوزير أن مجلس الشورى بقيادة معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ قد خطى خطوات واسعة بلجانه المتخصصة أثمرت عن تطوير أعمال الوزارات بشكل عام والقطاعات الحكومية مؤكداً أن الوزارة تنظر باهتمام وتقدير إلى كل ما يقدمه المجلس من ملاحظات ومقترحات وتأخذها بعين التقدير والاهتمام. وبين معاليه إن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تبحث وتسعى دوماً عن كيفية الإمساك بالريادة الإسلامية والاستفادة من مصادر القوة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية والتي تؤهلها لأن تكون في مقدمة الدول ذات الريادة والقوة، مشيرا إلى أن في هذا الإطار إلى ما تمتلكه المملكة من عناصر هامة تمكنها من الفوز بالريادة الإسلامية وعلى رأسها وجود الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة, مؤكدا أن ذلك يمنحها قوة استراتيجية تعول عليه وزارة الشؤون الإسلامية كعنصر هام يأتي بعده المواطن السعودي , والناحية الاقتصادية كعنصر ثالث هام. وقال معاليه إنه من هذا المنطلق تحرص الوزارة على أن تكون مؤسسة دائمة لاستدامة قوة المملكة العربية السعودية جاذبة للعالم من خلال مكة والمدينة وبإعطائها المكانة الكبيرة لقوتها الإسلامية وريادتها العلمية، مضيفا أن خطط الوزارة في العالم الإسلامي قائمه على هذا الأساس من خلال خطط وبرامج مختصة بالحج والعمرة لبناء جسور قوية مع المؤثرين في العالم الإسلامي , ومن خلال برامج أخرى للاتصال كمكافحة الإرهاب والحوار مع العالم والحضارات والمشاركة في الأعمال الإنسانية لمد الجسور مع الجميع. وأشار معاليه إلى أن خطط الوزارة في الداخل تقوم على الاهتمام بالشريعة والعقيدة والعبادات وتنوير الناس من خلال الخطب والمحاضرات والدروس وطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه , وكذلك استقرار المجتمع ودرء تفتيته من خلال تحقيق الانتماء والمواطنة ونبذ الكراهية وبث المحبة بين أفراد الشعب السعودي . بعد ذلك تحدث رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بالمجلس عبدالعزيز العيسى, حيث أعرب باسم اللجنة عن شكره للوزارة على ما وجدته اللجنة من تعاون وتجاوب وتفاعل مع نتائج دراستها لتقارير الأداء السنوي للوزارة لهذا العام والأعوام السابقة مما أعن اللجنة على تقديم توصيات عملية تبناها المجلس في قراراته وأخذت طريقها إلى التنفيذ مما شكل أنموذجاً من التعاون والتكامل بين المجلس والحكومة . ثم طح أمام معاليه أسئلة المواطنين ومقترحاتهم التي تلقاها المجلس خلال الفترة الماضية حيث أجاب وزير الشؤون الإسلامية عليها . ففي سؤال حول هل لدى وزارة الشؤون الإسلامية استراتيجية محددة وأهداف مركزة قابلة للقياس والتقويم بحيث تجتمع فيها جهود المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية لتنشيط وتفعيل هذا المبدأ بطرق وأدوات جذابة ومؤثرة وذات جدوى ملموسة ؟ أوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية أن لدى الوزارة استراتيجية محددة منذ إنشائها بناء على أمر ملكي حدد عناصر لعمل الوزارة , والاستراتيجية التي تقوم عليها من خلال الشؤون الإسلامية وصلتها بالعالم ومن خلال الدعوة والإرشاد من خلال أهداف ورؤى واستراتيجية خاصة ومن خلال طباعة المصحف الشريف . وأشار معاليه إلى أن الوزارة تسعى في الفترة الحالية لأن يكون لديها برامج وآلية للقياس , مشيراً إلى عدم وجود قياس للأداء بطريقة علمية لدى الوزارة , ولا يوجد جهة متخصصة في هذا الشأن معبراً عن أمله في تتمكن الوزارة من إيجاد آلية علمية متخصصة للقياس في المستقبل. وفي سؤال حول رؤية المملكة 2030 وماذا قامت به الوزارة لمواكبته من خلال إعادة النظر في نشاط الوزارة وأهدافها ؟ بين معاليه أن الوزارة ومنذ اليوم الأول للإعلان عن رؤية المملكة 2030 أنشأت إدارة خاصة لتحقيق أهداف الرؤية والمساهمة في ذلك مشيراً إلى وجود لجنة خاصة برئاسة معالي نائب الوزير في هذا الشأن كما استعانت الوزارة بخبراء لوضع برامج محددة لتحقيق الرؤية. وفي سؤال حول عدم وجود حساب رسمي للوزارة في تويتر رغم أهمية هذا الحساب وما مدى اهتمام الوزارة بهذه التقنيات الحديثة لإيصال رسالتها ؟ قال أن الوزارة أنشأت حسابات في تويتر عن طريق أذرعة الوزارة وليس للوزارة حساب رئيسي بل قامت بإنشاء أذرُع لبرامج الوزارة , كحساب لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وحساب لمكاتب ومراكز الدعوة في كل أنحاء المملكة , وحسابات خاصة للمؤسسات العاملة مع الوزارة وبرامج الاستضافة الخاصة بالوزارة . وفي سؤال حول بطء الوزارة فيما يخص منح فسوحات الدروس والمناشط الشرعية ، أجاب معاليه بوجود بطء في فسح المناشط وذلك بسبب صرامة الوزارة في شروط المناشط , وذلك لعدم الالتزام بشروط الوزارة فيما يخص المحاضر والمكان والزمان وفيما يخص فحوى الموضوع والتي تضبط العمل الدعوي . وفي سؤال حول رقابة الوزارة على المساجد وأهمية استفادة الوزارة من التقنية الحديثة في عمل المراقبين والتواصل أو من خلال التطبيقات لمتابعة الملاحظات التي ترد عن المساجد، مشيرا إلى أنه سيكون لدى وزارة الشؤون الإسلامية قريباً تطبيقات إلكترونية ليقدم المواطن ما يراه من ملحوظات على المساجد . وحول خطط الوزارة المستقبلية لحسن اختيار الخطباء وتأهيلهم لمواكبة التحديات وترسيخ الأمن ؟ أوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية أن الوزارة مبادرة في هذا الشأن وإحدى الوزارات الفاعلة , لتحقيق الأمن , وقال إن برامج الوزارة متعددة في تحصيل ذلك من خلال رفع مستوى الخطباء وبرامج مكافحة الإرهاب . وأكد أن الوزارة نجحت في دورها بالمسجد بتوعية الخطباء واستبدال الخطباء والأئمة , مشيراً إلى أن الوزارة لديها برامج كثيرة ومتنوعة في هذا الشأن . وفي سؤال حول الدعاة في الخارج وعدم استخدامهم أسلوب مناسب في المحتوى للدعوة ؟ قال معاليه إنه ليس لدى الوزارة دعاة سعوديين في الخارج , وقال معاليه هناك تناقض في أعداد الدعاة غير السعوديين بالخارج من خريجي الجامعات السعودية ويحتاج إلى قرار من مجلس الشورى لدعم الوزارة في هذا الجانب . وفي سؤال حول جهود الوزارة فيما يخص برنامج المناصحة قال معاليه إن وزارة الشؤون الإسلامية قامت من خلال حملة سكينة بمحاورة متبني فكر القاعدة في 40 ألف صفحة وبعض المنظمات ليس لديها ذات العمق الفكري . وفي سؤال حول وجود داعيات سعوديات بين معالي وزير الشؤون الإسلامية بأنه لا يوجد وظائف رسمية للداعيات مشيراً إلى أن الوزارة تتعاون معهن عند الحاجة في أنشطة الوزارة . وفي حول برامج الوزارة فيما يتعلق ببناء المساجد وهل هي متوقفة , ومدى الاهتمام بالمساجد على الطرق السريعة أكد معاليه أن بناء المساجد غير متوقف وأن ذلك يتحدد بمدى توفير الميزانيات الخاصة بذلك , مشيراً إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية تشارك الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تحسين مساجد الطرق . وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية أن الوزارة ستتغلب على اشكالية عقود صيانة المساجد وذلك بإنشاء شركة حكومية تهتم بصيانة المساجد في المملكة . مما يذكر أن حضور معالي الوزير جلسة المجلس العادية السادسة والثلاثين جاء بناء على رغبة من المجلس في مناقشة معاليه تجاه أداء وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والصعوبات والمعوقات التي قد تواجهها انطلاقاً من دور المجلس في دعم الأجهزة الحكومية وتطوير أدائها , ودوره في دعم مسيرة التنمية الشاملة في المملكة العربية السعودية وتأكيداً على الدور التكاملي بين المجلس والأجهزة التنفيذية للدولة . حضر جلسة المجلس الوفد المرافق لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد معالي نائب الوزير لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري, ووكيل الوزارة للمطبوعات والبحث العلمي الدكتور مساعد الحديثي , ووكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد بن أحمد باسودان , ووكيل الوزارة لشؤون المساجد المكلف الشيخ عازب بن سعيد آل مسبل, ووكيل الوزارة للتطوير الدكتور صالح بن أحمد الزهراني .