إذا لم يجد الإنسان شيئا في الحياة يموت من أجله، فإنه أغلب الظن لن يجد شيئا يعيش من أجله (تشي جيفارا). قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة بين ميلاده وموته (مصطفى محمود). هناك شيء واحد مؤكد فقط في الحياة، هو أننا نضيعها (كارسيل أشارد). الحياة بسيطة جدا لمن أراد أن يعيشها بكل بساطتها ومعقدة لمن أراد تعقيدها، سهلة لمن رآها علي حقيقتها وصعبة لمن أعطاها أكبر من حجمها، والأصل أنها لا تساوي شيئا عند الله سبحانه وتعالى فلماذا نعطيها أكبر من حجمها ان كانت طريقا سينتهي بنا في النهاية إلى مقرنا الذي سوف نبنيه من خلالها. يظن البعض أن الإحساس بالحياة مقتصر على تحقيق النجاح والرغبات، وعلى الزواج وتأسيس الاعمال والاموال وغيرها من الامور التي تجعل الإنسان يتعلق بها أكثر ويجعل هذا الإنسان يربو بداخله أنانية تحكم حياته فيطبق المثل القائل (أنا والطوفان من بعدي) وهذه الانانية إن تمكنت من الشخص ومن تفكيره من الصعب جدا التعامل معه، لأن قوانين الحياة لديه سوف تعتمد على امتصاص دماء الغير وراحتهم لتحقيق كل ما يريد من خلال القوة او من خلال العاطفة او الكذب والتحايل والتخطيط. وذلك يرجع إلى عدم معرفة الفرد بأهدافه في الحياة، والتي تجعله فاقدا لهويته، مما قد يشعره بالضياع في كثيرٍ من الأحيان، وربما سيراوده إحساس بالنقص بالمقارنة مع آخرين، وهذا النقص يجعله يبحث عن الدروب السهلة التي يحقق فيها ذاته والتي قد تكون مبنية على الغير وعلى حقوقهم. من الصعب جدا ان ندرك الاشخاص الأنانيين من حولنا في التو واللحظة، ولكن مع مرور الوقت نستطيع ان نستشف هذا الأمر من خلال استدراجنا لتحقيق مآربهم عبر عاطفتنا أو حاجتنا لهم أو عبر الأمور التي يحسنون استخدامها دون جعلنا نشعر باننا نعطي الكثير دون مقابل حتى الاحترام والتقدير. وهو ما يمكن ان نقوله ان دودة العلق إن لم تجد شيئا تلتصق به لتمتص ما بداخله تكورت على نفسها وانتهت دورتها في الحياة، وهو حال هؤلاء البشر الذين يمتصون كل شيء من حولنا لأجل راحتهم وسعادتهم غير مكترثين بأي أمر آخر. لذلك لا بد للشخص من معرفة حاجته في هذه الدنيا ودوره فيها وقدرته على الأداء والعطاء، فيبدأ بتحقيق ما يريد دون اللجوء للغير والذي قد يستفيد من هذه الحاجة فيبدأ بامتصاص قدراته، حتى ينتهي منه ومن ثم يلقي به ليبحث عن مستفيد آخر، معرفتنا لهذه الأمور عن أنفسنا ستجعل منا حصنا لا يمكن لدودة العلق اختراقه وبالتالي سنتمكن من جعلها تنطوي على نفسها وتنتهي حياتها من بيننا، وهي الرسالة التي أبعثها لكل إنسان، لكل رجل، لكل امرأة، انتبهوا من تغذية دودة العلق من بيننا، جففوا ينابيعكم عنها واجعلوا هذه الينابيع تصب في ذاتكم، فليس هناك من يستحق التفاني من اجله فقد خلقنا فرادى وسنعود فرادى، ولكن (هل هناك من متعظ).