اتفقت المعارضة السورية ونائب وزير الخارجية الروسي، الأربعاء، على ضرورة تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الهش في سوريا، بجانب مناقشتها تمدد الوجود الإيراني في سوريا، ودعمه للأسد وتصدره عمليات التهجير القسري التي تمت وتتم ببعض المدن الواقعة تحت سيطرة فصائلها المسلحة. وقال سالم المسلط المتحدث باسم المعارضة للصحفيين: «أبلغنا نائب وزير الخارجية الروسي أن وفدنا جاء هنا لينخرط بشكل كامل وبجدية في هذه المفاوضات، وقطع وفدنا خطوات نحو الأمام خلال هذه الأجندة التي قدمها السيد دي ميستورا». وتابع: «لكن لا يوجد أي خطوات عملية وفعلية من الطرف الآخر وهذا ما أبديناه للوفد الروسي». انتهاكات متواصلة وأوضح المتحدث باسم المعارضة أن الطرفين ناقشا وقف إطلاق النار وما وصفها بالانتهاكات المتواصلة من قبل نظام الأسد والوجود الإيراني في سوريا والتهجير القسري في العديد من المناطق. وتعتزم روسيا عقد الجولة المقبلة من محادثات وقف إطلاق النار في مدينة أستانا بكازاخستان بداية مايو، لكن المسلط أشار إلى احتمال مقاطعتهم للمحادثات. وقال المسلط: «ما يحدث من خروقات وما حدث في وادي بردى؛ ما حدث في الوعر؛ وما يحدث في مناطق الآن، وما حدث من قصف لمناطق في ريف دمشق هذه هي حقيقة المحك والامتحان الرئيسي للضامن الرئيسي». وعقب لقائه بوفد المعارضة، قال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي: «إن الهدنة المدعومة من روسيا وتركيا قائمة بشكل أو بآخر»، لكنه دعا «القوى الكبرى لبذل المزيد من الجهود من أجل تمديدها». وقال الدبلوماسي الروسي للصحفيين: «نحتاج هنا لدعم ومشاركة كل الأطراف ومنها الأطراف الخارجية، ليس فقط الجهات الراعية الثلاث ولكن بعض الدول الأخرى التي لها تأثير على الأطراف على الأرض». تغيير ديموغرافي قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر مؤيد لنظام الأسد: إنه سيتم إجلاء سكان ببلدتين مواليتين للنظام مقابل إجلاء مقاتلي معارضة وأسرهم من بلدتين تخضعان لسيطرة المعارضة في إطار اتفاق عن طريق الوساطة بين الأطراف المتحاربة. ويحاصر مقاتلو المعارضة بلدتي الفوعة وكفريا بمحافظة إدلب بشمال غرب سوريا، فيما تحاصر قوى موالية للنظام بلدتي الزبداني ومضايا الخاضعتين لسيطرة المعارضة والقريبتين من الحدود اللبنانية. وتعتبر المعارضة هذه الاتفاقات سياسة متعمدة لإحداث تغيير سكاني بإبعاد معارضي النظام قسرا عن المدن الرئيسية في غرب سوريا. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد: «هذا تغيير ديموغرافي على أساس طائفي. هناك استياء كبير» بسبب الاتفاق في مضايا ووصفه بأنه أكبر اتفاق من نوعه على تبادل سكان، مشيرا إلى أن الهدوء خيم على المناطق التي يشملها الاتفاق أمس الأربعاء. وقال المرصد: إنه من المقرر أن يستغرق إخلاء الفوعة وكفريا 60 يوما، وأضاف: إن مَنْ سيتم إجلاؤهم من البلدات الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة سيذهبون إلى شمال سوريا.وقال المرصد: إن الاتفاق يشمل أيضا وقفا لإطلاق النار في مناطق واقعة جنوبيدمشق وتوصيل مساعدات والإفراج عن 1500 سجين محتجزين لدى النظام لأسباب تتعلق بالانتفاضة ضد الأسد. خسائر النظام وعلى صعيد ذي صلة، قالت المعارضة السورية المسلحة: «إنها قتلت أفرادا من قوات النظام ودمرت آليات خلال صدها هجوما لتلك القوات على تلة الشيحة في ريف حماة الشمالي (وسط سوريا)». وقالت فصائل المعارضة: «إنهم دمروا طائرة استطلاع لقوات النظام في قرية خطاب في ريف حماة الشمالي. ويشهد ريف حماة الشمالي معارك كر وفر وسيطرة متبادلة بين المعارضة المسلحة وقوات وميليشيات النظام يساندها غطاء جوي توفره طائرات روسية خلال هذه المعارك». وكانت الفصائل قد شنت هجوما مباغتا على نقاط لقوات النظام على جبهات بساتين حي برزة (شرق العاصمة دمشق)، وفي غضون ذلك، احتدمت المعارك بريف حماة الشمالي وحي المنشية في درعا (جنوب البلاد)، وأعلنت كتائب المعارضة تكبيد النظام وميليشياته خسائر على جميع جبهات القتال أمس الأول.