كان ولا يزال للمملكة دورها الفاعل والمؤثر في معالجة العديد من الأزمات التي تمر بها الأمة العربية، وهو دور حظي بتقدير وتثمين كافة الأقطار العربية وغيرها من أقطار العالم، فالثقل السياسي البارز الذي تمثله المملكة في قلب الأمة العربية مكنها وما زال يمكنها باقتدار وثقة من المساهمة الفاعلة في رأب الصدع وتسوية الخلافات والوصول إلى أفضل الطرق وأقصرها لتسوية الأزمات العربية القائمة. ذلك الثقل السياسي البارز للمملكة أهلها باستمرار للخوض في الأساليب الممكنة التي تساعد على حلحلة الكثير من الأزمات العربية، وقد وظفت المملكة بالفعل هذا الثقل في حالات متعددة لتسوية تلك الأزمات، والتاريخ يشهد أنها تمكنت- بفضل تمتعها بهذا الثقل- من التأثير الإيجابي على تسويات متعددة، تمكنت معها من إحلال الأمن والسلام في كثير من بؤر النزاع والتوتر في العديد من الأقطار العربية. والمجتمع الدولي بأسره يشهد على قدرة القيادة السعودية، المشهود لها بالاتزان في معالجة الأمور، على تسوية الأزمات العالقة؛ لشعورها بأهمية المصالح العربية والمنافحة عنها، وتلك المصالح يهم المملكة الارتقاء بها ودعم الشعوب العربية للمحافظة عليها وتنميتها، وليس أدل على ذلك من دعم المملكة لسائر الدول العربية؛ من أجل النهوض باقتصادها ودعمه والوصول به إلى المستويات المطلوبة. وقد كان لموقف المملكة المعلن إزاء كافة الأزمات العربية العالقة، وعلى رأسها قضية فلسطين، باعتبارها قضية العرب المركزية، من خلال كافة المحافل الدولية والعربية والإسلامية؛ دور مشهود ما زال المجتمع الدولي يشيد بأهميته وجدواه، وقد نافحت المملكة من خلال تلك المحافل عن المشروع العربي بإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، من خلال قيام الدولتين، وأحقية الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه كاملة. وقد بقيت المملكة ملتزمة باستمرار بالدفاع عن الحقوق العربية، ومناهضة أساليب العدوان على الأمة العربية، إحقاقا للحق ورغبة في نشر العدل والسلام والأمن ليس داخل الأقطار العربية التي منيت بأزمات سياسية فحسب بل في كافة أمصار العالم الناشدة للحرية والاستقلال والسيادة والنابذة لكل صنوف العدوان، وهذا الالتزام لا يزال ساري المفعول منذ قيام الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه- وحتى العهد الحاضر الزاهر. وللمملكة دور حيوي في مواجهة ظاهرة الإرهاب ومحاولة تقليم أظافر الإرهابيين في كل مكان، وقد نادت دائما بأهمية قيام إستراتيجية عالمية موحدة لمكافحة تلك الآفة واجتثاثها من جذورها، وقد عانت المملكة من هذه الظاهرة الأمرين كما عانت مختلف دول العالم، وما زالت في كل محفل تنادي بأهمية تضافر كافة الجهود للوصول إلى أنجع وأفضل الوسائل؛ للخلاص من هذه الأزمة الخطيرة واحتوائها.