أدان مجلس الوزراء الموقر في جلسته المعتادة التي ترأسها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- يوم أمس الأول، العمل الإرهابي المسلح الذي وقع مؤخرا على فندق وسط العاصمة المالية باماكو، وسقط فيه من سقط من الموتى والجرحى في عمل شنيع آخر ارتكبته ثلة من الجماعة الإرهابية التي تمرست على ممارسة الجريمة واستمرائها. وقبل هذه الإدانة، شجبت المملكة الاعتداءات الصارخة التي مورست من قبل تنظيم داعش الإرهابي في العاصمة الفرنسية، حيث وقعت فيها بالتزامن عدة جرائم أدت إلى مقتل العشرات وجرح العشرات من الأبرياء، وهو عمل جبان يضاف إلى سلسلة أعمال جبانة ما زال التنظيم الداعشي يمارسها في كثير من الأقطار والأمصار شرقية أو غربية؛ في محاولة لتمرير مخططاته الشريرة نشرا للفوضى والحروب والفتن والطائفية بين أوساط المجتمعات البشرية الآمنة. وكما أدانت المملكة الحادثين الإرهابيين في باماكو وباريس، فإنها أدانت وما زالت تدين سائر الأعمال الإرهابية بكل أشكالها وصورها ومسمياتها وأهدافها الشيطانية، مهما كانت الدوافع المؤدية إليها أو الجهات التي تقف خلفها، وهي إدانات معلنة ومشهودة ما زال العالم يثمنها للمملكة، ويقف إلى جانبها في كل تحركاتها الجادة؛ لاحتواء ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا. وما زالت المملكة تدعم المركز العالمي لمكافحة الإرهاب، وترى أهمية قيامه في الظروف الحالية القاهرة التي تعاني المجتمعات البشرية -دون استثناء- من جرائم الإرهابيين وتحرك تلك الظاهرة بشكل ملفت للأنظار في كل دول العالم دون استثناء، وقد عانت المملكة كبقية أقطار وأمصار العالم من ويلات تلك الظاهرة، سواء لتقويض منجزاتها الحضارية أو الاعتداء على مساجدها في عدة مناطق ومدن. إن الوضع الراهن يؤكد زحف الأخطبوط الإرهابي إلى كل المجتمعات البشرية؛ للمساس بحرية أبنائها واستقلالها ووحدتها الوطنية، في محاولة عابثة لتعطيل مسيرة التنمية والنهضة والبناء داخل مختلف الشعوب. والأمر يقتضي في هذه الحالة قيام حرب شاملة تشترك فيها كل دول العالم؛ لاحتواء ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها ومنابعها وتجفيف مصادر تمويلها ووقف تحركها إلى أي مكان. وقد نادت المملكة -مرارا وتكرارا- بأهمية تلك الحرب الجماعية التي يجب أن يكون للمجتمع الدولي دور فاعل فيها، فالشغل الشاغل لساسة العالم اليوم يكاد يتوجه إلى ظاهرة الإرهاب المقيتة التي أصبح ضررها واضحا لكل مجتمعات الأرض، فأصبح من الضرورة بمكان مواجهتها بشكل جماعي لا فردي، وقد ناشدت المملكة في كل محفل دولي بأهمية تحرك المجتمع الدولي؛ لمحاصرة تلك الظاهرة واخماد نيرانها الملتهبة. وما حدث في العاصمتين الفرنسية والمالية يمكن أن يحدث في أي بقعة من بقاع العالم، فالأخطبوط الإرهابي لا يزال يزحف إلى كل مكان مهددا البشرية في حريتها وكرامتها واستقلال شعوبها، ولعل من الضروري أن تجفف ينابيع الإرهاب بتسوية الأزمات العالقة في بؤر التوتر بالمنطقة، فتلك البؤر لا تزال مرتعا خصبا لتفريخ الإرهابيين كما هو الحال في العراق وسوريا وغيرهما من الدول المثخنة بالأزمات السياسية والأمنية الطاحنة.