كم هي مليئة الحياة بأمور قد يعجز الإنسان عن وصفها والتعامل معها وهو مؤمن بقضاء الله وقدره ويجد نفسه كالطفل على قارعة الطريق وقد رحل عنه ذووه وليس في الوجوه من يألف!! فيلجأ إلى الحل السحري الذي نأنف منه نحن الكبار ونجد أنه منقصة في حقنا وربما أصبح وصمة عار (إنه يبكي ليس برجل). أيها السادة لقد بكى من هو أفضل منا بل قدوتنا صلى الله عليه وسلم في مواقف عدة منها الخاص ومنها العام وعند أهله وبين أصحابه كل ذلك حتى نعلم أن البكاء فطرة بشرية قال تعالى {وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}، ولنعلم أن للبكاء فوائد جمّة فهو خير طبيب نفسي حينما تتكالب عليك المدلهمات، وقد قيل إذا بكى الرجال فاعلم أن الهموم فاقت قمم الجبال حينها تشعر بالطمأنينة والهدوء حينما تسكب تلك العبرات، وهل تعلم أنه يقي من الأمراض، أخيراً إن من البكاء ما تؤجر عليه وينجيك من النار، فابكوا وتباكوا يا معشر الرجال.