سبق وأن أشرت في مقالة سابقة عن العلاقات العامة تحدثت فيها عن كيفية قياس الإنتاجية ومدى فاعلية ذلك الإنتاج على المنظمة أو الجمهور، بالإضافة إلى غياب التخطيط الناجح الذي يضمن الصورة الذهنية الايجابية للمجتمع. في هذه المقالة سأستوضح جانبا من جوانب التخطيط الفاعل لعمل العلاقات العامة داخل أي إدارة، وسأشير للأهداف التي يجب أن نركز عليها لتحديد نوع التخطيط المناسب الذي يضمن فاعلية العمل وإنتاجه. كون العلاقات ما هي إلا واجهة للجمهور الداخلي والخارجي، ويركز عملها في «التوجيه والنشر والعرض والإدارة والتنسيق والتخطيط والتسويق»، لتحقيق أهداف تُراعي القيم والمعايير والقوانين والأخلاق العامة وهو ما يبينه قاموس اكسفورد. لأن «التوجيه والنشر والعرض والتسويق» أساسيات تركز على الجمهور الخارجي بينما «الإدارة والتنسيق والتخطيط» تركز على الجمهور الداخلي. الأمر الذي يستوجب تخطيطا مناسبا يضمن الفاعلية. مؤخرًا كنت في مقابلة مع المستشار عبدالمحسن المجحم لقياس أثر مشروع التأهيل في تخصص العلاقات العامة الذي رشحت للمشاركة فيه منذ أشهر، وذلك للتعرف على حجم الفائدة التي استفدت منها، وإلى أي مدى تمكنت من تطبيق عناصر المشروع في إنجاز المهام من أجل التأثير على المجتمع سواء على المستوى الخيري أو المستوى المهني. ذكرتُ حينها وهو ما أود أن تركز عليه أيها القارئ ان إعداد الخطة حتى وإن كانت مبسطة عامل مهم في العمل، خاصة إن حُددت بخطط استراتيجية وتشغيلية وتنفيذية ومتابعة، وقُننت أهدافها على حسب نقاط الضعف أو الاحتياج. على سبيل المثال يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية للقسم أو إدارة العلاقات تكون الأبرز، يتبعها مسارات التنفيذ كأن تكون تنظيم معارض أو تنفيذ برامج أو تصميم برشورات، ومن ثم توضع خطة تشغيلية تُحدد فيها الاحتياجات والفئات التي تناسب تلك الأهداف والرسائل والمؤشرات التي يتوقع الحصول عليها بعد تنفيذها. وهنا يتضح أن مسارات التنفيذ ماهي إلا أهداف تشغيلية نابعة عن الهدف الاستراتيجي الذي يحدد وهو ما يجب التركيز عليه، وما أود فعلا أن تنتهجه بقية إدارات العلاقات العامة. للمعلومية أيها القارئ هذه الخطة هي جانب فقط من جوانب عدة يصنفها المتخصصون في هذا المجال.