قررت وزارة التربية والتعليم تنفيذ خطة جديدة للإشراف التربوي في الوزارة وإدارات التربية والتعليم ومكاتب التربية اعتبارًا من العام الدراسي الحالي الذي انطلق يوم أمس السبت، وذلك بهدف تحسين الأداء الإشرافي والتعليمي وتجويده، وصولًا إلى جودة المخرجات، ومنح الميدان مساحة واسعة من اللامركزية في تخطيط وقيادة العمليات التعليمية والإشرافية من خلال خطة إشرافية وتعليمية طموحة تبنى على أسس علمية، تمكن إدارات الإشراف وإدارات مكاتب التربية والتعليم من التكامل والجودة الشاملة لتحقيق أهدافها. مرتكزات أساسية ويتم تطبيق هذه الخطة من خلال عدة مرتكزات أساسية أبرزها التخطيط والذي ينظر إليه في المفهوم باعتباره عملية «process» لها عدد من المدخلات، ويتطلب عند القيام بالتخطيط ضبط منظومة العلاقة بين هذه المدخلات بما يحقق أعلى درجات الفاعلية في إنجاز المطلوب، ويقوم بالتخطيط فريق عمل إشرافي مرشح من القيادة الإشرافية والتعليمية، ويمتلك القدرات الأساسية في التخطيط لرسم صورة مستقبلية للقيادة الإشرافية والتعليمية تتحقق من خلالها المواصفات العلمية، كون التخطيط يحدد الاتجاه ويبين معالم الطريق، إضافة إلى تحديد أهداف الإدارات وأولويات العمل بها من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، والوصول بالإدارات إلى الصورة التي اتفق عليها فريق التخطيط بالإدارة. ويركز التخطيط على القضايا الأساسية للعمل الإشرافي والتعليمي والتي تؤثر فيه، ويستثمر الطاقات والكفاءات، ويرشِّد الجهد والوقت والمال، وييسر متابعة الإنجازات الإشرافية والتعليمية، وتقويم الأداء الإشرافي والتعليمي في إطار من المحاسبية، ووضع تصور عملي لمستقبل العمل الإشرافي والتعليمي من خلال تحليل واقع الإدارات وإمكاناتها ومواردها المتاحة، والتوصل إلى قرارات صحيحة في الأوقات التي تتعرض لها المدرسة لتحديات داخلية أو خارجية واقعية أو محتملة، ويعزز انتماء منسوبي الإدارات الإشرافية ومكاتب التربية والتعليم إليها عبر تشاركهم في التخطيط، والتعاون لتحقيق الأهداف المنشودة، بما يؤكد مبدأ وحدة الفريق، والمشاركة في العمل، ويحدد جوانب القوة والضعف في الإدارات من خلال عمليات القياس والتقويم والمتابعة المستمرة. خصائص الخطة من أبرز خصائص الخطة أنها تتفق مع الخطط الرسمية الواردة من الوزارة وإدارة التربية والتعليم، تتوافق مع رؤية الإدارات ومكاتب التربية والتعليم وأهدافها ونظمها وأولوياتها، تستوعب المهام والصلاحيات على مستوى الإدارات ومكاتب التربية والتعليم باعتبارها مؤسسات تربوية، وكذلك على مستوى المجالس واللجان وفرق العمل، وعلى مستوى الأفراد العاملين في الإدارات ومكاتب التربية والتعليم كل فيما أسند له من مهام. كما أنها تستثمر الإمكانات البشرية والمادية والمالية، بأقصى درجة متاحة، تحقق الشراكة بين منسوبي الإدارة تخطيطًا وتنفيذًا وتقويمًا ونتائج، تحدد المتطلبات والمسؤوليات والفعاليات الرئيسة، توفر البرامج والإجراءات البديلة عند الحاجة، تربط جميع الخطط التشغيلية بما يخدم المدرسة، تغطي المحاور والأهداف بطريقة متوازنة، تعتمد على البيانات والمعلومات الصحيحة، وهي قابلة للتطوير والتحسين تبعًا للمستجدات والمهام الطارئة، وللتغذية الراجعة. وتتمثل متطلبات بناء الخطة في نشر ثقافة التخطيط بين جميع منسوبي إدارة الإشراف التربوي ومكاتب التربية والتعليم وتعزيز قيمته بينهم، تشكيل فريق يتكون من 3-5 من منسوبي إدارة الإشراف التربوي ومكاتب التربية والتعليم يتحملون مسؤولية التخطيط وفق المراحل، بناء قدرات فريق التخطيط بشكل خاص، ومنسوبي إدارة الإشراف التربوي ومكاتب التربية والتعليم بشكل عام، جمع البيانات والمعلومات المتاحة كافة، التي تسهم في بناء الخطة بشكل فاعل، إعلان نتائج التخطيط المرحلي على منسوبي إدارة الإشراف التربوي ومكاتب التربية والتعليم بشكل مستمر طلبًا لثقتهم واستيعابهم لمضمون الخطة، وتفاعلهم الإيجابي مع برامجها. مراحل البناء يتم بناء الخطة عبر ثلاث مراحل على النحو التالي: - المرحلة الأولى (التهيئة للتخطيط) ويتم من خلالها تشكيل فريق التخطيط بإدارة الإشراف التربوي ومكاتب التربية والتعليم، وتأهيله لاستيعاب منهجية التخطيط وفق ما ورد في الدليل وللمهام المطلوب إنجازها في مدة زمنية محددة ومناسبة لإنجاز الخطة قبل نهاية العام الدراسي الذي يسبق وقت تنفيذ الخطة، بناء القدرات اللازمة لفريق التخطيط، توفير البيانات والمعلومات اللازمة والصحيحة، ونشر ثقافة التخطيط بين منسوبي إدارة الإشراف التربوي ومكاتب التربية والتعليم. - المرحلة الثانية (إعداد الخطة) وهي تتضمن بناء رؤية ورسالة إدارة الإشراف التربوي أو مكاتب التربية والتعليم وفق المعايير العلمية، تحليل البيئة الداخلية والخارجية إدارة الإشراف التربوي ومكاتب التربية والتعليم (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) ويمكن استخدام أسلوب swot في ذلك، تحديد الفجوة بين الواقع وفق التحليل ورؤية إدارة الإشراف التربوي أو مكاتب التربية والتعليم، تحديد أولويات إدارة الإشراف التربوي أو مكاتب التربية والتعليم، تحديد مجالات العمل في الخطة، بناء الأهداف الإشرافية والتعليمية في ضوء ما سبق على أن يتم ربط الأهداف بمجالات الخطة، تقويم الأهداف في ضوء رؤية إدارة الإشراف التربوي أو مكاتب التربية والتعليم ورسالتها ومناسبتها لردم الفجوة التي رصدها تحليل البيئة الداخلية والخارجية، تحديد المدة الزمنية التي تغطيها الخطة - المرحلة الثالثة (اعتماد الخطة) وتشتمل على تحديد فريق داخل إدارة الإشراف التربوي أو مكاتب التربية والتعليم لتحكيم الخطة (اختياري)، عرض الخطة على مماثلين لتحكيم الخطة مثل إدارة الإشراف التربوي أو مكاتب التربية والتعليم أخرى. (اختياري)، وعرض الخطة على مساعد مدير التربية والتعليم لاعتمادها وتزويد إدارة الإشراف التربوي أو مكاتب التربية والتعليم بذلك. أولويات الخطة ومن الأولويات لخطة مديري الإشراف التربوي ومديري مكاتب التربية والتعليم على التوازن في الأهداف والبرامج وفق أولويات توجهات الوزارة، ووكالة التعليم والتي تشتق من عدة مصادر أبرزها يتمثل في أهداف التعليم العام وأهداف المراحل التعليم الواردة في سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية وفي الخطة الاستراتيجية التاسعة للدولة، واهداف الإدارة العامة للإشراف التربوي. ومن أهم الأولويات في المرحلة الحالية المشاريع الوزارية الثلاثة (مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية، مشروع التعليم الثانوي-نظام المقررات، المشروع الشامل لتطوير المناهج)، التخطيط المدرسي، صلاحيات مديري المدارس، استراتيجيات التدريس، تقويم الأداء الوظيفي (ملف الإنجاز)، توطين العمليات الإشرافية في المدرسة، قيادة عمليات التعليم والتعلم، بناء القدرات المهنية، المعلم الجديد، تطوير بيئات التعلم، وحوسبة الأعمال.