يتذكر أهالي بلدة المركز شرق الأحساء عين مياه «حليمة» أو «أم البردي»، التي تقع بالطرف الشمالي للبلدة وسط مزارع النخيل، التي اشتهرت بوفرة مياهها، وكانت تشكل عصبا مهما للسكان للتزود بالمياه والسباحة والغسيل في الزمن الجميل، قبل أن ينضب ماؤها وتصبح اثرا بعد عين. وبيَّن المواطن محمد العاشور كان لعين حليمة أهمية في حياة اهالي المركز في الزمن الماضي، من حيث التزود بالمياه والسباحة والاستخدامات الأخرى، كما أن مرتاديها كانوا ينشدون الشفاء من بعض الأمراض رغم أن مياهها ليست كبريتية أو مالحة -حسب الآباء والاجداد-، لذا اكتسبت شهرة وأصبحت منتجعا طبيعيا صغيرا في ذلك الوقت، يلتقي حولها الناس بشكل يومي للسباحة والغسيل، تحيط بهم أحراش حشيش العقربان الطويل، التي تواجدت حول المياه بكثافة مكونة حاجزا وسياجا طبيعيا يحيط العين من جميع الجهات تتخلله فتحة ضيقة هي بوابة المرور الوحيدة نحو العين الصغيرة، التي تحولت إلى ذكريات لزمن الطيبين. وأكد المواطن أحمد الفرحان، أن عين أم البردي اندثرت تماما، وذهبت العين ولم يبق لها أي أثر واختفت ملامحها من خريطة البلدة، لكن لا تزال بذاكرة الجيل القديم، فالجدات يتذكرن جيدا تجمعاتهن النسائية أيام قيض الصيف وحرارته اللاهبة وهن يغسلن الملابس، مؤكدا أن العين كانت قريبة من منازل القرية لكنها أقرب إلى قلوبهم ووجدانهم، لأنها تمثل لهم العطاء في وقت الشح، كما كان الآباء يتذكرون أوقات الاحتطاب وذلك بقطع جذوع النخيل الميتة في المنطقة القريبة من العين واستخدامها في إشعال النار لطهي طعامهم حين يتجمعون تحت ظلال الأشجار لقضاء نهار جميل رغم مساحتها الصغيرة.