دفعت حرارة الصيف وأجواء رمضان شباب الأحساء إلى اللجوء لعيون المياه وبرك السباحة في مزارع النخيل بهدف قضاء أوقات فيها بغرض السباحة والاستمتاع بمياهها العذبة من بعد صلاة الظهر وحتى قبل أذان المغرب بقليل. كما تنافس عدد من الشباب فيما بينهم في بعض المسابقات الخاصة بمختلف فنون السباحة. وتعد عادة الاستحمام في عيون المياه وبرك السباحة في المنطقة من العادات القديمة في الأحساء، حيث اعتاد الشباب الذهاب إلى تلك العيون خلال أيام الصيف وخصوصا في شهر رمضان خلال فترة المساء للاستحمام والاستمتاع بمياهها الباردة والتخفيف من حرارة الطقس في زمن لم تتوفر فيه الكهرباء وأجهزة التكييف كما في الوقت الحالي، وشهدت بعض السنوات تراجع أعداد الممارسين لتلك العادة خصوصا مع وقوع شهر رمضان في فصل الشتاء، أي أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت تجدد ذلك الموروث خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة في رمضان وحرص عدد من الشباب على إحياء بعض العادات القديمة التي كانت تمارس في شهر رمضان في الزمن الماضي. وتوجد في الأحساء قديماً أكثر من مائة عين تتدفق مياهها بصورة طبيعية بعضها يمتاز ببرودة مياهها فيما تتميز الأخرى بمياهها الدافئة، إلا أن نقص المياه الجوفية تسبب في اندثار بعض منها، فيما قامت هيئة الري والصرف بتركيب مضخات لجلب المياه لبعض العيون بعد تراجع نسبة المياه الجوفية فيها وتجهيزها بمسابح تتناسب مع حاجة مرتاديها. ومن أشهر عيون المياه في المنطقة التي تمتاز بمياهها الباردة عين الجوهرية وتنسب إلى رجل يدعى «جوهر» قام بحفرها وهي من العيون القديمة وماؤها في غاية الصفاء والعذوبة، إضافة إلى البحيرية، والخدود، وأم خريسان، وباهلة، والحقل، وصويدرة، فيما يوجد عدد من العيون التي تتميز بمياهها الحارة حيث يوجد معظمها في شمال الأحساء مثل عين نجم، حيث يقصدها عديد من سكان المملكة والخليج للاستحمام في مياهها الكبريتية وعلاج بعض الأمراض كالروماتيزم وألم المفاصل والعضلات وبعض الأمراض الجلدية، وسميت بالحارة نسبة إلى حرارة مائها، إلى جانب الحويرات، وأم سبعة وتعود تسميتها إلى أن مياهها تجري في سبعة أنهر تسقي مزارع الأحساء.