كان عنوان المحاضرة التى ألقاها نائب رئيس الجمهورية اليمنية، ورئيس الوزراء اليمني السابق، خالد بحاح، السبت الماضي بمركز حمد الجاسر الثقافي، وقد بدأ السيد بحاح محاضرته بالقول إن قضية اليمن هي قضية أمن قومي إقليمي؟ وأنه يجب ان لا نكون متفرجين بل مُشاركين وأن اليمنيين بين خيارين أما الركون للماضي أو التطلع للمستقبل. وصف المحاضر نفسه بأنه كان بمثابة (انتحاري سياسي قادم من نيويورك) وذلك بعد قبول تكليفه بحكومة التوافق الوطني في 13 أكتوبر عام 2014 وتعرض لظروف نشوء البذرة الحوثية والتى بدأت عبر أنصار الله عام 1991 في صعدة، وقال: إن الحركة الحوثية تعززت عبر ست حروب أنتجت (ديناصورا بمساعدة الدولة)، واصفا ما حدث بأنه كان بمثابة عبث سياسي وهو يشبه عبث الباحث في المختبر الكيمائي والذي قد يُنتج مكونا جديدا يخرج عن سيطرته، ووصف أحداث العام 2014 بانه وفي غفلات الزمن تحدث متغيرات يتم دفع ثمنها لاحقا، ورغم وصفه الحوثيين بأنهم (جماعة إرهابية) الا انه إجمالا كان دبلوماسيا ولم يتعرض لهم بشكل شخصي، وأشار الى أن سبب ظهورهم وقوتهم سببه أخطاء الدولة اليمنية، مؤكدا أن الحوار مع الحوثيين ضروري ولا بد أن يستمر وامتدح مفاوضات الكويت وتمنى عدم توقفها ووفق المشاركة الوطنية، وليس المحاصصة السياسية. ركز بحاح في محاضرته على محاولة تفسير الماضي اليمني منذ مئات وعشرات السنين وكيف انها أسباب مشاكل اليوم وعلى عكس عنوان المحاضرة بالغ في الحديث عن الماضي، وقال: العاطفة في حرب الوحدة اليمنية وما بعدها كانت أكبر من مشروع الدولة وكان الاندماج قسريا، فهي لم تكن وحدة توافقية بل وحدة قسرية اندماجية، لم تتحقق عبر الرضا المشترك وحذر أنه وحتى يتحقق مستقبل آمن وناجح لا بد من المصالحة الصادقة، فجوهر الانتقال السياسي دون مصالحة وطنية حقيقية فلا قيمة له. لمح بحاح إلى أن دول الخليج أهملت اليمن سابقا وأنها الآن مسؤولة عن حاضره ومستقبله، مؤكدأ «أن اليمن اليوم يعد رقم 7 وليس 6 + 1 في المنظومة الخليجية»، وكان لافتا انه لم يتعرض لإيران من قريب ولا من بعيد ولم يذكر اسم ايران بكلمة واحدة، كما لم يتعرض للرئيس على عبدالله صالح بكلام جارح وكان واضحا حرصه على ابقاء خط الود معه مستقبلا، وعلل سبب تأخر الحسم العسكري بانخفاض الحماس ووجود أركان الدولة في الخارج وأنهم لم يضعوا أقدامهم على الأرض لمباشرة مهامهم بإدارة الدولة ما يعوق تحرير مناطق جديدة، وذكر ان الحكومة والرئيس يجب ان يكونوا في إليمن وان لا يبقوا خارج اليمن بعد الآن، وشدد على ان تزامن العمل العسكري مع الحل السياسي ضروري لاستثمار الدماء التى تراق في ميادين المعارك والتى لم يتم استثمارها سياسيا من قبل الحكومة الشرعية.