بُني الشّعِر الفصيح على قوالب بنائية ثابتة نشأ من خلالها فن العَروض الذي اهتم ببحوره الستة عشر فراهيديّها وأخفشيّها.. وضوح البحور الادبية الفصيحة تجلّىٰ في ثبات قوالبها البنائية في كل بحر شعري، حيث إن لكل بحرٍ شعري قوالبه الخاصة التي تميّزه عن غيره من البحور الأخرى، والقالب البنائي الشعري هو وحدة بناء للبيت الشعري الذي بدوره يتكون من شطرين يحتوي كل شطرٍ منهما على قوالب بنائية منسجمة مع بعضها وانسيابية في لفظها بحيث يتحقق ما يُسمى استقامة الوزن، وقوالب كل بيت تنقسم إلى قسمين، فالقالب نهاية الصدر أو المصراع الأول يعرف بالعروض ونهاية العجز أو المصراع الثاني يُعرف بالضرب بينما بقية القوالب في مصراعي البيت تُعرف بالحشو... ومن رحم بحور الأدب العربي الفصيح وُلدت طروق الشّعِر الموازي التي بدأت بالطرْق الهلالي كنواة انطلقت منها وبعدها مختلف الطروق الشعرية الموازية، ومن مميزات القوالب الشعرية الموازية ثباتها بين الشطرين وتشابه أعاريضها وأضرابها وحشوها... والطرْق الشعري الموازي الواحد قد يأخذ اكثر من لحن أثناء التغني بها وهو سبب يدعونا لعدم الاعتداد باللحن كضابط للوزن أو تسمية الطَرْق الشعري.. ومن الأهمية بمكانٍ الإحاطة بالقوالب البنائية وكيفية القدرة على توظيفها والتنسيق بينها لبناء وحدات شعرية وأبيات متماسكة تقوم عليها القصيدة، لكن في حدود عدم التحذلق والتركيز عليها وكأنها كل شيء.. همسة لقاء... تدري يا وجه الخير وش ودّي اتقول لا حدّتك دنياك والصدر ضايق حوقِل، و قَل: يا رب يا خير مسئول مخلوق ضايق وانت رب الخلايق