بدأت جذوة الشعر الدارج، في جزيرة العرب كوحدة مكانية وفي الفترة من القرن الثاني عشر الهجري وحتى الان كإطار زمني، الذي أسميه من الان بالشعر الموازي لأسباب لا داعي لذكرها حالياً.. أقول بدأ اشتعال جذوته واتسع تأثيرها في محيطها الاوسع خارج إقليم نجد على هيئة تراكيب بنائية وقياسات وزنية عرفناها «بالطروق» التي بدأت «بالطَرْق الهلالي» حيث المزيج في المفردات بين الفصيح والدارج وكذلك في صياغة الأبيات الموازية.. لم يلبث هذا الفن الشعري بأغراضه المختلفة وبدخول «طروق» أخرى مثل «المسحوب والهجيني والحداء...» أن اصبح فاكهة المجالس واعلام من لا اعلام له وبطاقة توثيقية متعددة الأهداف ومادة للنشيد التحفيزي والحماسي وقوة أدبية تفنن أربابها في فتح أبواب لفنون موازية تابعة ومصاحبة له.. لكننا لا نزال، بالرغم من هذه السطوة المهولة لهذا الشعر والأثر المجتمعي القوي له، نجد من يحاربه ويستنقص من شأن شعرائه ولغته، إن لم يكن تلميحاً فتصريحاً على استحياء مع غض البصر في حضرة من لا يقدر على مناقشتهم فيه من الشخصيات الاعتبارية الهامة أو من المختصين المهتمين به وللمدركين ببواطن الأمور من مبدأ «كلنا عيال قريّة» وبذلك نأمل على المتثيقفين المتأخرين الاقتناع بردود أساتذتنا الأوائل على أساتذتهم الأوائل كذلك... لذا نقول: «اتركونا وشعرنا الموازي» في الأخير.. إن كان ما حنّا برقمٍ يصعب والّا فلا يفخر بِنَا موطنا