أظهر مهرجان «الأحساء المبدعة للحرف والفنون الشعبية»، حجم العناء الذي كان يتحمله الأجداد في سبيل حصد منتوجاتهم الزراعية واستخلاص الحبوب من ثمارها. وأوقف المهرجان - الذي نظمته أمانة الأحساء - زواره على تجسيد حقيقي لواقع تلك المعاناة، حينما أتت مجموعة من المجيدين لحرفة «الدياسة» بحزم من السنابل، وبدأوا في هرسها بالعصي، وهم يبذلون جهدا كبيرا في العمل؛ كي يستخلصوا منها الحب ثم يعرضوه على أشعة الشمس حتى يجف ويحملوه كمحصول إنتاج لزراعة موسم كامل. مشهد حرفيي الدياسة وهم يتصببون عرقا خلال عملية هرس السنابل، شد إليه زوار المهرجان وأرجعهم إلى ما كان يعانيه الآباء والأجداد، لكنه في الوقت نفسه أطلعهم على تراث مهنة أسقطتها من أعينهم الآليات والميكنة. وقال العم أبو ياسر اليوسف: إذا كانت كمية المحصول قليلة فاستعن حينها بعدد من أصحابي لا يتجاوز عددهم السبعة، فيما إذا كانت كثيرة فحينها استعن بالحمير للقيام بعملها. وجذب الجمهور العرض المقدم من قبل المشاركين، وتحديدا ما تم ترديده من أبيات شعرية مسلية كان يستعملها أجدادنا لتشجيع العُمال على أداء عملهم. ويردد علي البراهيم ما توارثه من أجداده قائلا: «يا هل الشرق مروا بي على القيصرية.. عضدو لي تلقون الأجر والثوابِ.. وارحموا ذا الكسير اللي على الدرب طايح.. وخبروا دختور العشاق علي».