واصل سوق الأسهم السعودية سلسلة ارتفاعاته للأسبوع الثاني على التوالي، حيث حقق الأسبوع الماضي مكاسب بنحو 74 نقطة أي بنسبة 1% تقريباً وذلك بفضل الارتفاعات الجيدة على أسواق النفط والذي بان أثرها بشكل جلي على تحركات السوق. ويبدو أن لتوقعات نتائج الربع الأول لبعض الشركات القيادية في قطاع البنوك وقطاع المواد الأساسية أثرًا ملفتًا في ارتفاعات تلك الشركات، وأوضح مثال على ذلك شركة سابك حيث حققت قمة جديدة عند مشارف 102 ريال وهو أعلى مستوى للسهم منذ حوالي عام وثمانية أشهر، وهذه إشارة جيدة على أن إعلان الربع الأول المتوقع سيكون أفضل من الربع السابق وربما الربع المماثل من العام السابق أيضاً. أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت 15.1 مليار ريال مقارنةً بنحو 14.3 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا التحسن في السيولة إشارة فنية ممتازة؛ لأنه متزامن مع صعود المؤشر، وهذا يعني أن الصعود حدث بفعل شراء حقيقي، وباستمرار تحسن السيولة على هذا النحو مع محافظة السوق على دعومه الرئيسية سيستمر السوق بالارتفاع خلال الفترة المقبلة. التحليل الفني ما زالت الإشارات الفنية الإيجابية على المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي قائمة حتى الآن وذلك بعد احترام دعوم 6800 نقطة ثم 7000 نقطة وبمعدل سيولة أعلى من الأيام السابقة، لكن ما يواجهه السوق حالياً هو مقاومة 7200 نقطة وهي أهم اختبار له في هذه المرحلة، فقدرته على تجاوز تلك المقاومة تعني أنه قادر على تسجيل قمة جديدة أعلى من 7290 نقطة وأنه مؤهل للوصول إلى مستويات 7500 نقطة، لكن فشله في اختراق 7200 نقطة ربما يكون مهددًا لمكاسبه التي حققها طوال الأسبوعين الماضيين. أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع المواد الأساسية قد وجد دعمًا جيدًا خلال الأسبوع الماضي من شركات البتروكيماويات، لكن لابد من استمرار هذا الدعم حتى يخترق مقاومة 5050 نقطة وهي المقاومة التي لو تجاوزها فسيكون هناك عطاء جيد على القطاع وهو ما سينعكس إيجابًا على المؤشر العام. أيضاً أجد أن قطاع البنوك قد تمكن من الثبات فوق دعم 4800 نقطة وهذا أمر إيجابي بلا شك وإذا ما استمرت هذه الإيجابية فسيستهدف القطاع مقاومة 4950 نقطة، واتوقع أن ذلك مرهون بنتائج البنوك للربع الأول. أسواق السلع العالمية بعد أن نجح خام برنت في الثبات فوق دعم 50 دولارًا بدأ المسار الإيجابي يتضح بدليل تحقيق الخام مكاسب تجاوزت 10%، لكن يبدو أن مقاومة 5580 دولارًا ستجبر الخام على البدء بمسار تصحيحي؛ وذلك لتخفيف المؤشرات الفنية المتضخمة ولتكوين قاعدة سعرية جديدة ينطلق منها إلى مشارف قمة 58 دولارًا وهي أعلى قمة له خلال عامين. كذلك الحال على خام نايمكس والذي أثار لدى عوته لمستويات 50 دولارًا حالة من التفاؤل لدى المستثمرين في قطاعي النفط والغاز في الأسواق الأمريكية وهذا ما جعل العديد من الشركات المدرجة تحقق مكاسب جيدة خلال الأسبوع الماضي. ومن المهم مراقبة مناطق 53 دولارًا على خام برنت و 52 دولارًا على خام نايمكس؛ لأن كسر تلك النقاط يعني أن الموجة التصحيحية قد بدأت بالفعل لكنها في رأيي لا تعدو عن كونها تراجعات طفيفة للاستعداد للمسار الصاعد القادم.