بعد واحد من أكثر الأسابيع حيرة ومللًا من حيث السيولة والتذبذب، أغلق سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع الماضي على تراجع طفيف بلغ 42 نقطة أي بنسبة 0.6%، ويبدو أن غياب المحفزات الداخلية والتذبذب الضيق لأسعار النفط كان لهما الدور الأكبر في ذلك الضعف الشديد الذي جعل السوق يتداول 5 جلسات كاملة في نطاق لم يتجاوز 138 نقطة فقط، لكن المهم بالنسبة لي أن السوق حافظ على دعم 6800 نقطة ولم يتم كسرها حتى الآن وهذا بلا شك أمر إيجابي. أما من حيث السيولة فقد بلغت 15.1 مليار ريال مقارنة بنحو 16.8 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذه السيولة هي الأضعف منذ 6 أشهر، وهذا دليل على أن الحيرة سيطرت على تعاملات المتداولين وأنهم مقتنعون بعدم فتح مراكز استثمارية جديدة أو اغلاق المراكز الحالية حتى يتضح اتجاه السوق. وبما أن إعلانات الربع الأول من هذا العام أصبحت على الأبواب فإنه من المتوقع أن تكون هناك تحركات واضحة للسوق حسب النتائج المتوقعة للقطاعات القيادية، واعتقد أن قطاع المواد الأساسية ستكون نتائجه أفضل من الربع السابق؛ نتيجة تحسن متوقع لنتائج شركات البتروكيماويات بعد ارتفاع متوسط أسعار النفط والمنتجات البتروكيماوية عن الربع السابق، بالإضافة إلى تحسن طفيف في النتائج المتوقعة لشركات الاسمنت، لكن يبقى القطاع المحيّر هو قطاع البنوك، لكن الأغلب أنه لن يكون هناك تغيير كبير عن الربع السابق إلا إذا كان هناك خفض ملفت في المصروفات. التحليل الفني بعد الارتداد الجيد لشمعة الأسبوع قبل الماضي من الدعم الأهم هذه الفترة 6800 نقطة، جاءت شمعة الأسبوع الماضي لتؤكد هذا الارتداد وهذه إشارة فنية توضح متانة ذلك الدعم ليبقى اختراق مقاومة 7200 نقطة والذي يؤكد التوجه نحو مقاومة 7500 نقطة وعلى فرضية صحة هذا السيناريو من المفترض أن يشهد السوق هذا الأسبوع ارتفاعا في السيولة وثباتا في نهايته فوق مستوى 7000 نقطة، ويفشل هذا السيناريو عند كسر دعم 6800 نقطة والبقاء دونه. أسواق السلع العالمية بعد كسر خام برنت لمستوى 50 دولارًا للبرميل منتصف الأسبوع الماضي عاد خلال جلسة نهاية الأسبوع ليغلق فوقه، وهذا أعطى إيجابية كبيرة لتداولات الأيام القليلة المقبلة، لكن لا يتأكد الصعود إلا بالعودة فوق مستوى 53 دولارًا والذي سيكون بمثابة إشارة انطلاق لما فوق قمة 58 دولارًا للبرميل. كذلك الحال على خام نايمكس والذي ارتد من دعم 47 دولارًا بقوة، مما أعطى إشارة أولية بأن المسار التصحيحي للخام قد انتهى وأنه بصدد الدخول في مسار صاعد جديد، ويتأكد ذلك بالعودة فوق مستوى 50.50 دولار للبرميل. ويبدو أن ضعف تداولات الأسبوعين الماضيين على النفط بسبب حالة الترقب لاجتماع الدول المنتجة للنفط من داخل منظمة أوبك ومن خارجها والذي تم يوم أمس السبت في دولة الكويت وذلك لمناقشة اتفاق فيينا والذي وقعت عليه الدول في نوفمبر الماضي وما مدى التزام الدول به وما الذي تم تنفيذه من ذلك الاتفاق، وفي اعتقادي أن السعودية وروسيا متفقان على أنه من المهم الضغط على الدول غير الملتزمة بشكل كامل حتى تنفذ ما عليها، وهذا أمر إيجابي لأسعار النفط خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وإذا ما أظهرت الدول المجتمعة اتفاقًا على إكمال تنفيذ ما تبقى من اتفاق فيينا فإن ذلك سيدفع الأسعار بقوة خلال جلسات هذا الأسبوع وهذا سينعكس إيجابا على السوق السعودي، أما لو حدث عكس ذلك - وهو ما لا اتوقعه - فسيجعل الأسعار تحت الضغط وربما تزور بحر الثلاثينيات من جديد.