تتعاضد ثلاث حرفيات متخصصات في صناعة الخوصيات، وذلك لمواجهة الطلبات المتزايدة على منتج «المنسف» التراثي الذي يتم تصنيعه في أروقة مهرجان الأحساء المبدعة الذي تتواصل فعالياته في مدينة الهفوف إلى يوم السبت المقبل، بينما المشهد في المهرجان مبهر مع مظاهر التراث وفعالياته المتعددة بمشاركة جماهيرية واسعة، يدفعهم للحضور اعتزازهم بتراث الواحة وفنونها. الحرفية أم عبدالعظيم العيسى من بلدة المركز تعكف بأناملها القروية الخبيرة على صنع المنتجات الخوصية بجميع أنواعها، وخصوصا صناعة المنسف هذه الصناعة الحصرية على سيدات المركز فقط، بينما تشاركها في هذه الحرفة أم علي العبداللطيف، وأم هاني بومهنا، وتؤكد أم عبدالعظيم أنها امتهنت حرفة الخوصيات منذ الطفولة في عمر لا يتجاوز 7 أعوام، تعلمت أسرار وخبايا هذه المهنة من جدتها ووالدتها واستمرت في طريق الإبداع إلى يومنا هذا، مشددة على أن صناعة المناسف حرفة انحصرت في نساء بلدتها. وتبدأ عملية الصناعة بغمر العسق في المياه لمدة يومين أو ثلاثة أيام ثم يقص «العسق» ويحول إلى أعواد رقيقة، ثم يلي ذلك عملية سف أرضية المنسف بحيث تكون على شكل قطعة مربعة أو مستطيلة ويتم تركيبها على الطوق الدائري وهو «السمط» والسمط هو عود السعف بعد رفع الخوص منه، ويشق السمط نصفين بالطول لتسهيل عملية لفه بشكل دائري، ثم يشبك بالأرضية بلف الأسل على الطوق وعادة يلف الأسل بواسطة «المسلة» وهي أداة تشبه إبرة الخياطة اليدوية لكنها أكبر حجما وأمتن، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي تركيب العروة وبها يكون المنسف جاهزا للبيع والاستخدام، أما حاليا فأصبح من المقتنيات التراثية التي تشتهر بها الأحساء، مبينة أن أسعارها تتراوح بين 70 و25 ريالا.