جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بالأردن لتترجم التطلعات العربية نحو مستقبلها الواعد ونحو حلحلة الأزمات الراهنة التي تعاني منها بعض الدول العربية، وجاءت لترسم الخطوط العريضة التي لابد من الأخذ بها نحو استقرار المنطقة وأمنها ورخاء شعوبها والعمل دون تدهور أوضاعها في بؤرالنزاع الساخنة فيها. وأجمع المتحدثون في الجلسة ذاتها على أهمية حلحلة الأزمات القائمة والعالقة كالأزمة السورية والعراقية واليمنية، وذلك بالرجوع إلى القرارات الأممية ذات الصلة والرجوع إلى الاجماع العربي بأهمية تسوية تلك الأزمات، ولاشك أن استمرارية الاضطرابات الحالية في بعض دول المنطقة لا تلقي بأي ظل للاستقرار المنشود في المنطقة، بل تمهد لتعقيد تلك الأزمات وصعوبة حلها. ويتضح في الجلسة ذاتها الاجماع العربي على تسوية الأزمة الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية على أساس تنفيذ مشروع الدولتين، وهو مشروع أيدته الدول الكبرى صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الأمن وأيدته كافة المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية، ولا يخفى ان استمرارية اسرائيل في توسيع المستوطنات على الأراضي المحتلة يحول دون تنفيذ ذلك المشروع الحيوي ومن ثم فانه يحول دون تسوية الأزمة بشكل عادل ودائم وشامل. من جانب آخر فقد استشف من الجلسة أهمية دفع التحرك الاقتصادي بين الشعوب العربية إلى الأمام من خلال الشراكات المؤثرة والايجابية التي بامكانها اقامة اقتصاد قوي بين كافة دول المنطقة لما فيه دعم مصالحها المشتركة والوصول بشعوبها الى أقصى درجات الرخاء والنماء والرفاهية، ومن المعروف أن الاقتصاد يشكل عصب الحياة لكل الأمم المتقدمة، ويهم الدول العربية أن تنهض باقتصادياتها الى أرفع الدرجات والمراتب. وقد أدان المتحدثون كافة اشكال الإرهاب بمختلف مسمياته وأساليبه الشريرة، وشددوا على أهمية مكافحة هذه الظاهرة الخبيثة من كل أرجاء العالم بما في ذلك المنطقة العربية التي عانت الأمرين من ويلات تلك الظاهرة ومازالت بعض دولها تعاني منها كما يحدث الآن في سوريا والعراق واليمن، ولن تسعد دول المنطقة بالاستقرار والأمن والحرية ما لم يتم القضاء على تلك الآفة من جذورها. والتنديد في الجلسة ذاتها بالتدخلات الأجنبية السافرة في الشؤون العربية الداخلية هو تنديد صائب وسليم، فتلك التدخلات أدت ومازالت تؤدي الى اشعال موجات من الطائفية والحروب والنزاعات داخل المنطقة، فالتدخل الايراني في الشأن اليمني والشأن السوري والشأن العراقي أدى الى اطالة أمد تلك الأزمات وتعقيدها، وهي تدخلات ساعدت على تفشي ظاهرة الإرهاب في بعض دول المنطقة.