أكد مختصون أن البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد يوفر ما يقارب 30% من مخلفات البناء، و50% من اليد العاملة، ما يعمل على تخفيض التكلفة الإجمالية للبناء بشكل كبير والذي بدوره يساعد في حل مشكلة الإسكان في المملكة، مشيرين الى أن هذا النمط الحديث من البناء يعكس التطور الملحوظ في البناء والتشييد على مستوى العالم. وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية المساعد بجامعة أم القرى، د. احمد باصلاح: «ظلت صناعة التشييد لسنوات طويلة تنهج نفس النهج ولم تطرأ عليها تغييرات كبيرة كما التي طرأت على أنواع الصناعات المختلفة من أتمتة لعمليات التصنيع المختلفة والتصنيع الكمي للمنتجات المختلفة وانتهت إلى ما يعرف بالتصنيع بالإضافة أو بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وهذا المفهوم الجديد في التصنيع بدأ يغزو قطاعات مختلفة من الصناعة ومنها صناعة تشييد الأبنية، وكانت بداية استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في هذه الصناعة مع طباعة نماذج المباني المصغرة أو «الماكيت»، حيث سهلت بشكل كبير عملية صنع هذه النماذج». وأضاف باصلاح: في عام 2001 نشر البروفيسور بيهروف خوشنيفز من جامعة جنوب كاليفورنيا بحثين عن تقنية جديدة لطباعة المباني باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد اسمى هذه التقنية كونتور كرافتينج «CONTOUR CRAFTING»، حيث جمعت هذه التقنية بين عملية الترسيب لمادة البناء من الباثق وفي نفس الوقت يقوم النظام المعد في رأس الباثق بمساواة المادة المترسبة من الباثق بطريقة تشبه إلى حد بعيد ما يقوم به حرفيو صنع الفخار من تشكيل خارجي للفخار باستخدام أداة حادة أو كما تسمى بالمالج، وتكمن سهولة البناء بالطباعة ثلاثية الأبعاد في اختصار عمليات البناء التقليدية، حيث يتم استخدام التصاميم الرقمية للمنزل على صيغة ملفات CAD وإرسالها من الكومبيوتر إلى الطابعة والتي هي عبارة عن ذراع آلية مثبت عليها الباثق والذي يقوم بعملية بثق وترسيب مادة البناء بناء على خرائط المبنى المراد إنشاؤه، حيث تطبع الجدران جوفاء، مع نمط تعريج بداخل التجويف لتوفير عملية التعزيز للحوائط، وهذا التجويف أيضا يترك مساحة للعزل وتمديد التمديدات الكهربائية والصحية، وتستخدم الطريقة في الوقت الحاضر عدة شركات في العالم لبناء المباني في وقت قياسي كما قامت به شركة روسية من بناء منزل في 24 ساعة بتكلفة لم تتجاوز ال 10 آلاف دولار أمريكي، أو شركة صينية من بناء مبنى متعدد الطوابق في وقت قصير جداً، وهذه العملية من البناء توفر حوالي 30 في المئة من مخلفات البناء، وبما يقارب ال 50 في المئة لليد العاملة، أيضا هذه التقنية تتيح استخدام المواد المعاد تدويرها في عملية البناء، ما يساهم في الحفاظ على البيئة وتخفيض التكلفة الإجمالية للبناء بشكل كبير والذي بدوره يساعد في حل مشكلة الإسكان. من جهته، قال المختص في الرسومات الهندسية ثلاثية الأبعاد والمتناهية الدقة د. هاشم الزين: «التوفير في عمليات البناء باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد لا يتحقق إلا إذا تم توطين التقنية المساندة للطابعات المختصة والمعرفة المصاحبة لها بالإضافة إلى حل مشكلة توفر المواد الخام الخاصة بالطباعة؛ نظراً للحاجة إلى معالجتها بطريقة معينة قبل استخدامها في الطابعة، وهذا التوفير ممكن حصوله لكن يتطلب جهود أصحاب الخبرة في مجال المواد، وأكثر ما يهدد استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد بالمملكة هو توفر المواد الخام الخاصة بالطابعات محليا؛ نظراً للحاجة إلى معالجات خاصة».