اكد عضو كتلة «المستقبل» اللبنانية النائب عقاب صقر أن حياته لا تزال في خطر ، وقال أنه «لن يحصل صدام مسيحي إسلامي، وانما نحن أمام أزمة مفتوحة بين الفراغ والتمديد التقني». واوضح عقاب في حوار ل «اليوم» أن «حزب الله عندما دخل الى سوريا كشف عن وجهه الحقيقي الطائفي»، مشددا على ان الحزب وقع في مستنقع ولا يسعى للخروج منه، مجددا التأكيد على أن «الإرهاب الذي يمارسه الأسد بالأكراد لا يقل إجراما عن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي». ¿ اليوم: هل الخطر الأمني الذي أبعدك عن لبنان زال؟ ¿ ¿ عقاب صقر: لا يزال الخطر الأمني موجودا، إلا أن عدم وجود حياة سياسية في لبنان في ظل الشغور الرئاسي لم تحتم علي العودة وأعرض حياتي للخطر. الا انه عندما عاد الرئيس الحريري وانتظم عمل المؤسسات الدستورية، حتم علي كنائب في البرلمان العودة الى ممارسة واجباتي المكلف بها من قبل الشعب اللبناني رغم وجود الخطر الأمني. ¿ برز اسمك بشكل لافت في الملف السوري في بداية الثورة، هل ما زلت مهتما به؟ ¿ ¿ لا أزال مهتما بالملف السوري؛ كونه ملفا إنسانيا وأخلاقيا بالدرجة الأولى، ومنذ بدء الثورة طالبنا بدعم الاعتدال السوري لأنه بديل للتطرف. [نظام الأسد] الذي ساهم في قتل الشعب السوري، وفرخ المنظمات الإرهابية وأطلقها من السجون، وهو من يتحمل مسؤولية المشهد السوري اليوم. فلو تم دعم الاعتدال لكانت سوريا الآن مختلفة دون حالة العداء المستحكمة بين الشعبين السوري واللبناني، التي حصلت من جراء تدخل «حزب الله» في سوريا. وهنا أستشهد بكلمة للأمين العام ل«حزب الله» حسن نصرالله حين قال «اسألوا الرئيس الحريري عن الذين دعموهم وأبيدوا على أيدي الجماعات الإرهابية»، ما يعني اعترافا منه اننا كنا ندعم المعتدلين في الثورة اعلاميا وسياسيا وانسانيا، بينما الحزب والأسد قتلا الاعتدال في الثورة السورية، وحولا سوريا الى بركة دماء، لتقع بين إرهاب النظام وإرهاب الميليشيات المتطرفة. ¿ سوريا الآن في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، وتقارب الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين؟ ¿ ¿ لا إمكانية لبقاء الأسد بغض النظر عن ترامب وبوتين، فليس باستطاعة أي ديكتاتور وطاغية أن يهزم شعبه، هنالك إمكانية أن يضهده أو يقتله إلا ان يهزمه فهذا مستحيل. سينتصر الشعب السوري بعد كل التضحيات التي قدمها. والفرق بين ترامب والرئيس السابق باراك اوباما، ان الأول يريد مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وهذا هو المطلوب، فلا هوية مذهبية للارهاب، فالإرهاب الذي يمارسه الأسد بالأكراد لا يقل اجراما عن الإرهاب الذي يمارسه أبو بكر البغدادي. و«حزب الله» والميليشيات العراقية يمارسون إرهابا في سوريا. رؤية ترامب وبوتين هي فض النزاع على قاعدة مواجهة كل أشكال الإرهاب وترك الخيار للسوريين، الذين لن يقبلوا ببقاء الأسد، لذلك يجب أن يكون البديل سوريا، وهذا البديل لا ينتج الا اذا تخلصنا من مكامن الإرهاب في سوريا، والأسد يعلم ان أيامه باتت معدودة وليس بإمكانه الاستمرار بعد كل هذا الدم لأن ما قام به هو الإرهاب بعينه. ¿ قبل النظام مناقشة الانتقال السياسي خلال محادثات أستانة.. هل هذا الانتقال في وجود الأسد أو دونه؟ ¿ ¿ المهم حدوث الحل السياسي الذي يكفل انتقال السلطة، سواء بدأ الحل بوجود الأسد أو عدمه. الحل السياسي يجب أن يبدأ أمس قبل اليوم، والمهم أن يبدأ المسار الذي يخرج سوريا من حالة الإرهاب والديكتاتورية لينتهي بوجود سلطة جديدة. ¿ هل تعتقد أن «حزب الله» أنهى وجوده السياسي والعسكري منذ خروجه من الحدود اللبنانية؟ ¿ ¿ عندما استخدم الحزب في 7 مايو 2008 سلاحه في الداخل ضرب بذلك وجوده السياسي وتحول الى ميليشيا، وضرب فكرة عسكرته ضد إسرائيل، فلقد بدا أنه عسكر على الشعب اللبناني وليس على إسرائيل، بالإضافة الى تورطه في عمليات ارهابية في مصر والبحرين ولعل المأساة الكبرى كانت عندما دخل الى سوريا وكشف عن وجهه الحقيقي الطائفي، من خلال رفعه شعارات طائفية لا تعبر عن روح مقاومة في وجه احتلال. وأساء «حزب الله» في كل هذه المراحل لمسيرة الشهداء الذين قدمهم على مذبح مواجهة العدو الإسرائيلي الذي نجده اليوم سعيدا بالدور الذي يقوم به الحزب على الساحة السورية، وأنهى بيده المقاومة التي كانت ممتدة من المحيط الى الخليج في العالم العربي. يقع «حزب الله» في مستنقع ولا يسعى للخروج منه تحت شعار أن خطته الأساسية التخلص من الإرهاب الا انه عمليا يرمي زيتا على نار الإهاب. ¿ هل ما زال لبنان تحت الخطر الإرهابي طالما أن «حزب الله» موجود في سوريا؟ ¿ ¿ وجود «حزب الله» في سوريا أدى إلى زيادة خطر الإرهاب على لبنان وإعطائه مبررات. وعلى الدولة اللبنانية متابعة ملف حماية البلاد من الخطر الإرهابي حتى نهايته. فنحن من أوائل الرافضين لسيطرة جماعات إرهابية على سوريا، فهذه السيطرة تشكل خطرا على لبنان والمنطقة، وما يقوم به الحزب يعطي الجماعات الإرهابية المزيد من القوة من خلال شعاراته وتركيبته الطائفية، ويغذي وجودهم في سوريا ليجرهم الى لبنان. ¿ هل فوضت موسكو إسرائيل لضرب إيران و«حزب الله» في سوريا للحد من نفوذهما؟ ¿ ¿ التفويض الروسي لإسرائيل ليس حديثا، كما أن إسرائيل داخل العمق السوري قبل الثورة وبعدها، والأسد أسير لروسيا ولإيران ولديكتاتوريته ولا يستطيع مواجهة إسرائيل، لا بل أعجز من مواجهة شعبه بإعطائه حقوقه. النظام السوري ميليشيا موجودة على رقعة من الأرض، وهو عميل لإيران وروسيا والعراقيين ول«حزب الله» ولكل من اشترى وباع على الأرض السورية. ¿ نتحول للشأن اللبناني.. هل هنالك حاجة لإقامتك بجانب الرئيس سعد الحريري.. وما هي الملفات التي كلفك بها؟ ¿ ¿ أنا أمكث في المربع الأمني بجانب الرئيس لأسباب أمنية، وحاليا أساعده في عدد من الملفات السياسية والإعلامية. ¿ هل من قانون جديد للانتخابات.. وبحسب تقديراتك هل ستؤجل الانتخابات النيابية لمدة عام أو أقل؟ ¿ ¿ نحن أمام أزمة مفتوحة بين الفراغ والتمديد التقني، ولن يحصل صدام مسيحي إسلامي، وعلى الأرجح أن التمديد التقني قائم، فلا أحد يرغب بالفراغ. الا أننا مصممون على إقرار قانون جديد متوازن ويكفل إمكانية الربح والخسارة للجميع. والمشكلة أننا ذاهبون نحو تأجيلات تقنية إن لم يتم التوقيع عليها وانتهت مدة المجلس، عندها سيجرى تأجيل تقني للمجلس ومن ثم يحصل تأجيل تقني للقانون الجديد وتحديد المدة هنا تعود الى إمكانية استيعاب الناخب له، بالإضافة الى الماكينات الانتخابية ووزارة الداخلية، لكن باعتقادي لن يكون طويلا، وأنا ضد التمديد ولكن إن كان لا بد منه، فلا مفر كي لا نقع في الفراغ. ¿ هل أنت مرشح للانتخابات النيابية المقبلة؟ ¿ ¿ طلبت من الرئيس الحريري أن يحدث تغييرا شاملا وأكون أنا من ضمنهم. لست متمسكا بأن أكون مرشحا للانتخابات، فالتغيير لا بد منه. ¿ التغيير سيكون باستلامك رئاسة المجلس النيابي.. كما سبق وأعلنت ترشحك للمنصب؟ ¿ ¿ لم يكن الهدف استلام رئاسة المجلس، بل كنت أقدم للرئيس نبيه بري خدمة أن يكون تسلمه هذا المنصب عبر الانتخاب وليس التعيين، فلمدة ما يزيد على 25 عاما والرئيس بري يعين في رئاسة المجلس ولا ينتخب فلا أحد يترشح في وجهه، فلا يجوز في ظل وجود ديموقراطية برلمانية أن لا ينتخب رئيس المجلس لمرة واحدة. عمليا لا يوجد لدينا انتخاب نحن جمهورية ديموقراطية برلمانية ولكن كل مفاصل الانتخابات في الرئاسات تتم بالتعيين والتسمية المسبقة. «حزب الله» لا يرغب في حرب مع إسرائيل شدد النائب اللبناني عقاب صقر، على أن ميليشيا حزب الله لا ترغب في دخول حرب مع إسرائيل. وقال صقر «الحزب لا يحتاج إلى حجة للخروج من سوريا، ولا اعتقد انه سيتابع في حرب مع إسرائيل، ولا اللجوء الى سقف الدولة اللبنانية»، مشيرا إلى أنه سيلجأ الى فكرة ثالثة يعمل عليها الآن، وهي إنشاء «حزب الله» السوري وإعلان انسحابه من هناك بتسليم القرار الى واجهة سورية، فيما يستمر بالعمل تحت الطاولة. واستدرك صقر «طالما أن (حزب الله) في سوريا سيشعر الطرف السوري بأنه محتل، ما سيؤدي إلى تنامي روح العداء بينه وجزء من الشعب اللبناني». عقاب صقر: ولد 1974، متزوج من الإعلامية اللبنانية نادين فلاح، ولديه ولدان. إجازة في الفلسفة، إجازة في علم الاجتماع، دراسات عليا في علم النفس الاجتماعي، دراسات عليا في علم الاجتماع السياسي، دراسات عليا في الفلسفة. عمل معلما في معهد الدراسات الاسلامية المسيحية بالجامعة اليسوعية، ساهم في تأسيس وإدارة مركز الحوار الدائم، عمل كسكرتير تحرير ومدير تحرير مساعد في جريدة البلد، مدير مركز الرأي الجديد، عضو مساهم في الفريق العربي للحوار الاسلامي المسيحي، المنسق العام للمنتدى العربي للحوار والمواطنة. انتخب نائبا في البرلمان اللبناني عام 2009 عن المقعد الشيعي في دائرة زحلة، وهو عضو في كتلة «المستقبل».