أثارت تصريحات نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد التي أطلقها الأسبوع الماضي وقال فيها إن "حزب الله الذي يقاتل في سورية إلى جانب القوات النظامية ليس إرهابيا" ردود أفعال واسعة في الداخل اللبناني، حيث وصفها بعض السياسيين بأنها "نوع من الاستمالة للحزب الطائفي كي يواصل دفاعه عن النظام السوري". ويقول النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة تيار المستقبل محمد الحجار "تصرفات حزب الله تزيد التباعد بين اللبنانيين، وتسيء إلى العلاقات اللبنانية السورية على المستوى السياسي والشعبي. كما أنها تهدد بجر لبنان إلى فتنة مذهبية تصب في مصلحة العدو الإسرائيلي. ونحن ندرك أنه لولا مشاركة حزب الله في الحرب السورية لانهار نظام الأسد منذ مدة طويلة. إلا أن الحزب خسر الكثير بانفضاض بعض مؤيديه بسبب إرسال ميليشياته إلى دمشق لقتل الأبرياء، كما قام بإعادة توجيه سلاح من العدو الإسرائيلي إلى صدور اللبنانيين ثم السوريين". وأضاف "أما الحجج والأعذار التي ساقها الحزب بأنه اتجه لقتال الإرهابيين والمتطرفين قبل وصولهم إلى لبنان فهي حجج مرفوضة، فهؤلاء لم يدخلوا لبنان إلا بعد إرسال الميليشيات الطائفية لقتال الشعب السوري. وكلنا نتذكر كيف تدرج حزب الله في تبرير وجوده العسكري في سورية من خلال إقامة لبنانيين في قرى على الحدود اللبنانية السورية، ثم أصبحوا مقاتلين لحماية المقدسات الشيعية، من بعدها تحولوا إلى قوات تسعى لإبعاد المتطرفين عن لبنان. إلا أن الواقع يؤكد أن الحزب بهذا جلب المتطرفين إلى لبنان. لذلك يتحمل مسؤولية ما نعيشه اليوم من تفجيرات تصيب المدنيين اللبنانيين". بدوره، يقول عضو المكتب السياسي للمجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية ياسر النجار "من الطبيعي أن يقول نائب وزير الخارجية السوري هذا الكلام، لأنه يبرر قصف النظام بيوت الناس بالبراميل. وهذا ينسحب أيضا على محاولة تجميل وجه حزب الله بعد المجازر التي ارتكبها بحق الشعب السوري. ونحن نقول إن حزب الله تنظيم إرهابي. يقتل الناس ويمارس الإرهاب لدعم بشار الأسد، الذي دمر شعبه، وسمح بتدخل تنظيمات غير سورية لعمل تصرفات غير منضبطة طبقا للقوانين الدولية. كما أن الحزب دخل إلى سورية بدون إذن الدولة اللبنانية". وفي ذات السياق، يؤكد عضو اللجنة القانونية في الائتلاف السوري د. هشام مروة إرهابية الحزب، قائلاً "تحتاج نظرة فيصل المقداد حول الإرهاب إلى تعديل، فلا يمكنه إعطاء حكم في الإرهاب، لأن النظام السوري الأكثر إرهابا في المنطقة، وكذلك حزب الله بعد قتلهم الناس دون وجه حق. والعالم كله يعلم أن هذا الحزب دخل إلى سورية بدعوى حماية مرقد السيدة زينب، لكنه في الواقع انجرف في الأزمة السورية وقاتل بصورة علنية إلى جانب النظام، لذلك فإنه يعتبر نموذجاً للإرهاب، خصوصا بعد مساندته نظام الأسد في قتل المدنيين. وأستطيع الجزم بأن ميليشيات حزب الله متورطة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سورية".