إنقاذ شجر العَرْعَر في مناطق المملكة المطيرة، تأكيد لهيبة بيئية عبر التاريخ، اليوم يموت بشكل جماعي، إهمال واجتثاث من الأرض عنوة، في زيارة لمنطقة الباحة خلال شهر أغسطس 2016، زرت غابات العَرْعَر التي أعرف، كانت صدمتي عظيمة، شاهدت موتا جماعيا لهذا الشجر، غابات انتهت من الوجود، كنتيجة في يوم (6 سبتمبر 2016) أسس كاتبكم على الواتساب حملة (انقاذ شجر العرعر). ■ ■ تداعى للحملة محبو البيئة من كل مناطق المملكة، فكان التفاعل، ثم التعاون مع (الجمعية السعودية الزراعية)، لعقد ورشة عمل بجامعة الملك سعود، بعنوان: (مبادرة إنقاذ شحر العرعر)، بتاريخ (24 نوفمبر 2016)، حضرها وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة، هكذا وصل صوت الحملة للوزارة، كان هذا الهدف الرئيس للحملة. ■ ■ هل توقف دور الحملة عند ذلك الحد؟! مسئوليتنا كمجتمع مدني تفرض الاستمرار والتعاون مع كل الجهات المهتمة بالبيئة والغطاء النباتي، الحملة ستظل مستمرة بأهداف تتوسع، يوجد هاشتاق على التويتر (#انقاذشجرالعرعر)، هذه الحملة قادت الى التعرف على جمعيات وروابط بيئية منتشرة في جميع مناطق المملكة، دليل وعي ومسئولية أفراد يعملون بصمت، هذه الجمعيات والروابط عززت استمرار الحملة لصالح شجر العَرْعَر في البيئة المطرية، نحن جزء من المجتمع المدني يمثل صوتا لصالح البيئة، لتحقيق تطلعات (2030). ■ ■ لمن لا يعرف شجر العَرْعَر نورد بعض المعلومات من معجم (النبات في جبال السراة والحجاز)، لصاحبه الدكتور أحمد بن سعيد قشاش، قالت العرب: [العَرْعَر، والواحدة عَرْعَرَة، هو شجر الجبال، من العرعر يُتخذ أجود قطران أرض العرب، هو عصارة العرعر، له أيضا (وَرْس) تصبغ به الثياب، له ثمار مثل النبق يؤكل، يطبخ بالماء وهو رطب ثم يصفى ماؤه.. ويعاد طبخه حتى يعقد فيكون رُبّا يؤكل ويشرب، ويتداوى به أيضا]. ■ ■ [العرعرة شجرة ضخمة معمرة، تعيش نحو ألف سنة أو يزيد، دائمة الخضرة، كثيفة الأوراق، وارفة الظلال، تنبت في مجموعات كبيرة، فيكون منها غابات، أكثر منابتها قمم السَّراة الباردة المطلة مباشرة على سهل تهامة، قمم ترتوي برطوبة الضباب أياما كثيرة من شهور السنة، وذلك على ارتفاع (1500 - 3000) متر. قلَّ أن تنبت على القمم التي تقع شرق جبال السراة، ولو بلغت ارتفاعات شاهقة]. ■ ■ [يتراوح طول العرعرة في العادة ما بين (10-5)م، وربما زاد طولها على (30)م إن نبتت حول مجاري السيول، كانت شجرة العرعر تمثل ثروة حقيقية للرجل السَّروي إن هي نبتت في أرضه، فكان يهذب أغصانها حتى تتضخم وتطول، فيبيع عودها بقيمة مجزية، أو يستعمله لشؤونه الخاصة، يتخذ بعض أهل السَّراة من قطع أشجار العرعر وبيعها حرفة وتجارة، أما الأوراق الجافة المتساقطة فيستعملها في تسميد أرضه، فتخصب منها الأرض ويتضاعف محصولها الى ثلاث مرات أو يزيد]. ■ ■ [من أخشاب العرعر كانوا يسقفون منازلهم، ويصنعون النوافذ والابواب والمرازح، وفي الأدوات الزراعية، والجسور المعلقة فوق مهاوي الجبال، يستعملون الأغصان الصغيرة في تسقيف المنازل أيضا، حيث توضع فوق الأخشاب الكبيرة، عود العرعر قوي جدا وصلب، يقاوم الاهتراء والحشرات الثاقبة، يغالب الزمن حيا وميتا]. ■ ■ [تم اكتشاف آبار قديمة دفنت من عهود غابرة، فيجدونها قد سُقفت بأخشاب العرعر التي مازالت قوية وسليمة من الآفات، وكأنما قطعت من قريب، وقوده جيد للطبخ والتدفئة يدوم اشتعاله، ودخانه طيب الرائحة، تبخر به المنازل، ويستنشق للاستشفاء من أمراض الزكام والرشح والتهاب الحلق]. ■ ■ المعلومات السابقة تزيد من وعي الذات بشجر العرعر، لكن لماذا العرعر؟! ما أهميته للمناطق المطيرة؟! لماذا الدعوة لإنقاذه والاهتمام به؟! يتبع.