لاشك أن زيارة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لليابان سوف تؤدي إلى تحقيق المزيد من التعاون بين البلدين الصديقين في مجالات عديدة لاسيما المجال الاقتصادي تحديدًا، والمملكة مهتمة في ضوء ترجمتها لبنود رؤيتها الطموح 2030 بعقد المزيد من الشراكات بينها وبين كبريات الدول الصناعية ومنها اليابان في العديد من المجالات والميادين التعاونية. وترتبط المملكة بعلاقات وثيقة مع اليابان تؤهلها لابرام المزيد من الاتفاقيات بين البلدين الصديقين لما فيه دعم الشراكات بينهما ولما فيه تحقيق المصالح المشتركة العليا للبلدين، ولما فيه تحقيق المزيد من الرخاء للشعبين، فالزيارة المرتقبة في جوهرها تمثل مرحلة انطلاق جديدة لتعاون مثمر بين البلدين لصناعة مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر يستفيد منه البلدان في شتى مجالات التعاون. وتبادل وجهات النظر بين العاهلين السعودي والياباني في العديد من القضايا الملحة لاسيما فيما يتعلق بالأزمات السورية والعراقية واليمنية وما يتعلق بقضية فلسطين يمثل أهمية قصوى للوقوف على أهم المنطلقات المؤدية لحلحلة تلك الأزمات العالقة وامكانية الوصول بها إلى حلول سلمية تنهي الصراع القائم في المنطقة، من جانب آخر فإن زيارة خادم الحرمين الشريفين لليابان سوف تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات. والزيارة من جانب آخر تركز على بحث كافة القضايا الاقليمية في منطقة شرق آسيا لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من السلام والاستقرار، وتبادل وجهات النظر حول كافة القضايا الاقليمية له أهميته الخاصة، وله الأولوية في المباحثات نظير ما تعانيه دول المنطقة من ويلات الحروب والنزاعات، كما أن البلدين الصديقين يوليان أهمية قصوى لمكافحة الإرهاب والحد من انتشاره في كافة الأمصار والأقطار. ولدى المملكة رغبة ملحة في زيادة أوجه التعاون بينها وبين اليابان، وقد أكدت هذا التوجه من خلال الزيارة التي قام بها سمو ولي ولي العهد لطوكيو وأثمرت عن توقيعه مع كبريات الشركات اليابانية على شراكات اقتصادية هامة من أجل التعاون في مجالات عديدة سيكون لها الأثر الفاعل في دعم التعاون بين البلدين الصديقين في تلك المجالات وفي غيرها من مجالات التعاون. وتنظر المملكة بعين واثقة إلى اقتصاد جديد يقوم على تنوع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، وازاء ذلك فان دعم تعاونها مع اليابان سوف يحقق المزيد من النجاحات على صعيد الشراكات بين البلدين الصديقين، ويهم المملكة أن تعقد المزيد من الشراكات مع اليابان تنفيذا لرؤيتها الطموح وانطلاقاتها الواثبة لصناعة اقتصادها الجديد المأمول.