جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» لدول شرق وجنوب شرق آسيا تضيف الى علاقاتنا الدولية عمقا اقتصاديا مهما لبرامجنا التنموية التي تحتاج الى مزيد من التوسع والانفتاح الذي يأتي بالاستثمارات الأجنبية وتوطين التقنية وتطوير الموارد البشرية، وذلك بلا شك يخدم محاور رؤية السعودية وبرنامج التحول الوطني وكلاهما يؤسسان لانتقال تنموي هائل به تقاطعات كبيرة مع الاقتصاد العالمي والاقتصاديات الدولية التي نجحت في تقديم تجارب تستحق أن نتوقف عندها ونستلهم منها ما يناسب تحقيق أهدافنا الاستراتيجية. تلك الجولة كشفت عن حب عميق لقيادتنا وبلادنا من خلال ما رأيناه من حفاوة الاستقبال والاستعداد الكبير لتطوير العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، وحين نحصل على هذا الترابط والالتفاف فإن ذلك يؤكد القيمة الدولية المهمة للمملكة وأدوارها الرائدة لصالح هذه الشعوب المحبة للسلام الذي تعمل المملكة لأجله في مختلف الملفات والمواقف بكل نزاهة وشفافية أكسبتها الاحترام الدولي اللائق. تلك الزيارات الملكية تعزز من دور المملكة الدولي وتؤسس لجبهة عريضة لمكافحة الإرهاب وتحقيق أمن وسلام العالم والعمل الجاد والمخلص من أجله، وما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات يؤكد ثقة تلك الدول في المملكة وأهمية العلاقات معها لأنها تسهم في تطوير أنشطتها وتحقيق الاستقرار لمواطنيها من خلال المنفعة المتبادلة والشراكات المثالية والمتكافئة سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو الاقتصادي. إنها في تقديري زيارات للتاريخ بلغة المستقبل وطموحاته، فتجارب دول الآسيان في النهضة والتنمية وضعتها في صدارات اقتصادية دولية أثبتت من خلالها نجاح برامجها ومشروعاتها وطالما أن ذلك قائم على المعرفة والتقنية فإنها يمكن أن تتحرك باتجاه بلادنا من خلال ما تم توقيعه من اتفاقيات وتفاهمات تدعم برامجنا وتسهم في تحقيق تطلعاتنا وطموحاتنا لأن نقل التقنية العالمية وتوطينها من أولويات رؤيتنا وتحولنا. جميع تلك الدول حققت نجاحات كبيرة في مختلف المجالات لذلك فإن العلاقات الثنائية معها ينبغي أن تكون في أعلى مستويات الشراكة والفاعلية وذلك ما تحرص عليه قيادتنا وتعمل لأجله، وقد برزت ثماره في حفاوة الاستقبال وتوقيع الاتفاقيات ما يبشر بكثير من الخير القادم بإذن الله والمضي بمسيرتنا نحو غاياتها خاصة وأن المملكة أحد أكبر عشرين اقتصادا عالميا ولها وضع تنافسي متقدم أيضا يجعل الآخرين يطمحون بدورهم الى تقوية علاقاتهم ببلادنا والذهاب بها بعيدا في الشراكات والمشاريع وتبادل الخبرات. لهذه الجولة ما بعدها سواء خلال العام الجاري أو المستقبل القريب من تطوير وتطور ونماء وانفتاح في التعاون في مختلف المجالات والتنسيق معها لأنها عززت الروابط مع شركاء موثوقين وجديرين بالثقة والتنسيق معهم من أجل صالح وخير شعبنا وشعوب العالم جميعا، وقد أثبت الشرق العالمي أنه يملك من القدرات والإمكانيات ما يجعلنا نحقق طموحاتنا بأقصر الطرق وأيسرها سواء بسبب قوة العلاقات الثنائية أو القرب الجغرافي الذي يوفر كثيرا من مقومات التواصل وتعزيز العلاقات دعما لمشروعات الأمن والاستقرار والسلام والنهضة.