قالت المعارضة السورية أمس الأربعاء: «إن وسيط الأممالمتحدة ستافان دي ميستورا أبلغها أن مفاوضي نظام الأسد مستعدون لبحث انتقال سياسي في محادثات السلام في جنيف. وقال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة للصحفيين عقب الاجتماع مع دي ميستورا: «سمعنا من السيد ستافان أن هناك وبسبب الضغط الروسي - وهذه إشارة قد تكون كذلك مشجعة من الناحية المبدئية - قبول تناول القضايا المطروحة في القرار 2254 وطبعا يهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي، لأنه السبيل الوحيد لتحقيق القضايا الأخرى في هذا القرار». وفيما دخل وفد المعارضة في اجتماع مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، شددت المعارضة على أن حضور إيران مفاوضات جنيف يستلزم حضور بلدان عربية صديقة. من جهته قال الحريري: «نلاحظ الآن أن موضوع الانتقال السياسي؛ أصبح الموضوع الرئيس الموجود على الطاولة، وكانت هناك نقاشات بالفعل معمقة للمرة الأولى حول القضايا المطروحة في موضوع الانتقال السياسي استمعنا لها من فريق السيد ستافان»، وأضاف: «نستطيع قول: هذا يُعتبر من الناحية المبدئية تقدما في هذا الموضوع». وفي سياق انتقال المفاوضات لجولة جديدة تجاه «أستانا» ذكرت وكالات أنباء روسية،أمس، نقلا عن مصدر قريب من محادثات السلام السورية «تقرر عقد الجولة التالية من المحادثات في 14 مارس في قازاخستان بمشاركة المعارضة المسلحة وروسيا وتركيا». وتقول روسيا: «إنها تعتقد أن المحادثات السابقة التي عقدت في أستانا عاصمة قازاخستان ساعدت في إطلاق مفاوضات السلام التي تقودها الأممالمتحدة في جنيف». إلى ذلك، اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة،أمس الاربعاء، قوات الأسد وجميع الاطراف الموالية له، التي هاجمت حلب بارتكاب جرائم حرب. وقالت: إن قوات النظام والمجموعات المقاتلة المتحالفة معه نفذت عمليات «قتل انتقامية» باستخدام غاز الكلور اثناء العملية العسكرية التي انتهت بسيطرتها على مدينة حلب في ديسمبر الماضي، مشيرة إلى تعمد النظام استهداف قافلة الإغاثة الأممية، وأكدت ان عملية الإخلاء القسري لسكان شرق حلب تعد جريمة حرب. من جهة أخرى، حذرت المعارضة السورية من تداعيات الفيتو الروسي الصيني على مشروع قرار مجلس الأمن لفرض عقوبات على النظام لاستخدامه الأسلحة الكيمياوية. وقالت: من شأن ذلك تشجيعه على ارتكاب مزيد من المجازر بحق الشعب. وفي منحى آخر، قال متحدث باسم مجلس منبج العسكري: إن الجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة هاجم،أمس، قرى تسيطر عليها فصائل تدعمها واشنطن قرب منبج شمال سوريا. وعلى صعيد آخر، بدد الأردن صحة تقرير إعلامي نشرته صحيفة محلية لبنانية، تابعة لحزب الله، بشأن زيارة سرية أجرتها قيادات عسكرية وأمنية أردنية للقاء الأسد. وقال وزير الإعلام الأردني د. محمد المومني، ل«اليوم»: إن «ما أشيع بشأن زيارة رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة ومدير المخابرات العامة عار من الصحة». وبين المومني، في سياق رده على تقرير صحفي نشرته الصحيفة التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني أن «وسائل إعلام كهذه خالية من المصداقية، وتفتقر إلى الدقة في نشر المعلومات». وشدد الوزير المومني على أن «زيارات المسؤولين الأردنيين، المدنيين والعسكريين، لأي مكان يعلن عنها بشكل صريح وضمن القنوات الرسمية، وهذا ما يليق بالدول». وزعمت صحيفة محلية لبنانية أن رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة الفريق الركن محمود عبدالحليم فريحات ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول فيصل الشوبكي قد التقيا سرا بالأسد في دمشق، في إطار الاستجابة لنصائح روسية بهذا الشأن. وفي تعقيبه على مزاعم الصحيفة اللبنانية، قال المحلل والخبير الأردني أسامة شحادة: إن «تقرير الصحيفة لا يخرج عن إطار التقارير الاستخبارية التي يصار إلى إعدادها في المؤسسات الأمنية الايرانية وتلك التابعة لبشار وميليشيا حزب الله». واعتبر شحادة، في حديث ل«اليوم» أن «مزاعم الصحيفة اللبنانية تأتي في إطار التشويش على مواقف الأردن، وفي سياق هجمات تستهدف وحدة الموقف العربي». ويتخذ الأردن موقفا متشددا حيال العلاقة مع النظام الإيراني أو أذرعه الميليشياوية في المنطقة، فيما حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مرارا من هلال طائفي يسعى إلى تطويق المشرق العربي لإخضاعه للهيمنة الإيرانية.