لديك ابنان، او ابنتان، او بنت وولد، ربيتهما بنفس المعايير، عاشا في البطن ذاته وتحت السقف ذاته، وطرقا سندان قلبك ذهاباً واياباً، كنت وما زلت لا تعرف هل تكبر أم أن الشخص الذي بالمرآة هو من يكبر لأنك في داخلك نفس الروح الطيبة التي ترى الخير وتتمناه للجميع ولأولادك أولاً. الشيء الغريب أن الأمر الوحيد الذي يشعرك بكبر سنك هو منظرهما وهما يكبران أو تكبران، حينها فقط تدرك أن عجلة الزمن ستطأك كما وطأت غيرك. الفكرة أنت لا تنتظر منهما ان يردا معروفك فهم الأمانة وأنت المؤتمن، وهم الضيوف وأنت المضيف، وفي لحظة معينة سيخرجون من تحت جناحك ليعيشوا كما يرغبون لا كما ترغب. وقبل هذه المرحله قد تعاني من نجاح احدهما وفشل الآخر، وصل أحدهما وقطيعة الآخر، تميز أحدهما دون الآخر، وقد تتساءل عن الأسباب وان تعددت لكن لا تحزن. قد تجد نفسك مطحوناً أمام اخفاق أحدهما أيضاً فلا تلم نفسك فقد تكون طموحاتك مختلفة، وقد تكون رسمت مستقبلا مشرقاً لأبنائك أكثر من مستقبلك بل الأفضل دوماً لكن الأماني والأحلام كلها بيد الله، وقد تكون بذلت جميع الأسباب وهيأت الظروف واستدنت ليدرس أحدهم في الخارج أو الداخل، وأنفقت أضعاف ما ينفق الآخرون على ابنائهم وأفرطت في منحهم كل ما يرغبون على حساب نفسك وبيتك لتتفاجأ أن أحدهما فقط صار كما ترغب والآخر كما العود الرطب تغرزه في الأرض فلا يستقيم. الفكرة أن العيش مرهون بالأمل وأن الأمل بالله كبير وما يبدو اليوم عصاً عوجاء قد يفاجئك غداً.