العاطل ربما أرقه ألا عمل يؤمن له قوته ويرسم له مستقبله فيستحوذ عليه اليأس وتضيق في عينيه الدنيا ويحترق ألما ويتوجع كمدا فتنثال عليه الهموم وتتراكم الأحزان ويخيم عليه الغم وينتابه الأرق بين الحين والآخر، يلوم نفسه تارة ويعض إصبع الندم تارة أخرى، تراه شارد الذهن سارح البال كئيب الحال ربما نظر إلى غيره من ذوي الأعمال بنظرة الحاسد الحاقد أو لربما تمنى زوال نعمتهم ليكونوا سواء فيشعر كل بالآخر ولربما ذهب به خياله إلى أبعد من ذلك فازدرى نفسه واحتقر جهده ورأى الآخر أوفر حظا منه، وذاك أيها العاطل كله غير صحيح، فلا شك عند المجتمع أنك بذلت الجهد واستقصيت الأسباب وطرقت كل باب ولكن التوفيق جانبك والحظ أسلمك، فلا تيأس ولا تهن ولا تحزن فالطريق أمامك والحظ لا محالة سيبتسم وستوفق إن شاء الله، فليس بعد العسر إلا اليسر وليس بعد الصبر إلا الفلاح والنجاح فلا تكل ولا تمل ولا تلم أحدا ولا تأكل نفسك بالتحسر على ما فات وكن ذا أمل مشرق دائما وطموح إلى العلياء أبدا بهمة وعزم شديدين. علي بن سالم القرني