باتت إيران في عين العاصفة الأمريكية، وتولى مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الجديد مايكل فلين، توجيه التحذير الرسمي لنظام طهران، في أعقاب تجربته صاروخا باليستيا مؤخرا، واصفا ذلك التحرك بأنه استفزاز وانتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي. فلين اعتبر بشكل واضح أنه «في مثل هذه الأنشطة وغيرها، فإن إيران تواصل تهديدها لأصدقاء وحلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة، وذهب أبعد من ذلك حيث ندد بالإدارة السابقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما لأنها «لم تقم بعمل ما يكفي لاحتواء إيران». واعتبر بشكل واضح أن الاتفاق النووي الإيراني «شجع طهران على المزيد من السلوك الاستفزازي». وقال فلين: إن التجربة الصاروخية جنبا إلى جنب مع الهجوم، الذي استهدف فرقاطة تابعة للبحرية السعودية من قبل مسلحين حوثيين مدعومين من إيران «يؤكد ما كان ينبغي أن يكون واضحا للمجتمع الدولي طوال الوقت حيال سلوك إيران الهادف لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». أجرت إيران في 9 مارس 2016 تجربة على صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية، وتعتبر هذه التجربة مخالفة للقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي صدر في يوليو العام 2015. كان مسؤولون أمريكيون، قد قالوا الثلاثاء الماضي، في تصريحات خاصة لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية، إن إيران اختبرت أول صاروخ باليستي في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وهذا الاختبار هو ثاني اختبار لصاروخ باليستي منذ شهر يوليو الماضي، الذي وقّع فيه الاتفاق النووي بين ايران وبريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة وروسيا والصين والمانيا. وبموجب قرار الأممالمتحدة الذي أقر الاتفاق النووي فإن إيران «مطالبة بالامتناع عن تطوير الصواريخ الباليسيتة التي تهدف إلى إطلاق أسلحة نووية لفترة تصل إلى ثماني سنوات». وسبق للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا أن وجّهت رسالة إلى كلّ من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تلفت نظرهما إلى هذه المخالفة التي تعتبر تحديًا للقرار الدولي. وفي أمريكا نشرت وسائل إعلام قبل يومين طلب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية دول العالم الالتزام بعدم تزويد إيران بأي صواريخ متطورة. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الإدارة الأمريكية تراجع كيفية الرد المناسب على تجربة إطلاق إيران صاروخا باليستيا متوسط المدى، منوهاً بأن خيارات عديدة مطروحة من بينها عقوبات مالية. وبالتزامن مع ذلك وصف مجلس الأمن القومي في بيان تجربة إيران الصاروخية بأنها «ليست سوى أحدث حلقة من سلسلة من الحوادث خلال الأشهر الستة الماضية، التي قامت خلالها ميليشيا الحوثي التي تشرف إيران على تدريبها بضرب سفن إماراتية و سعودية، وتهدد الولاياتالمتحدة وحلفائها في البحر الأحمر». ما يعني أن إيران تهدد أصدقاء امريكا وحلفاءها في المنطقة. وكان ترامب قد وصف الاتفاق خلال حملته الانتخابية بأنه «كارثة» و«أسوأ اتفاق جرى التفاوض عليه على الإطلاق». حاليا بات مشروع القرار المطروح في مجلس النواب الأمريكي حول تفويض رئيس الولاياتالمتحدة توجيه «ضربة عسكرية وقائية» ضد إيران، ملحاً بشكل أكبر في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية والميليشيات التابعة لها في المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا والعراق. وكانت ألسي هستينغز، عضو لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب الأمريكي، قد تقدمت بلائحة في 3 يناير المنصرم، للسماح باستخدام القوات المسلحة الأمريكية بهدف منع حصول إيران على الأسلحة النووية «تجيز للرئيس الأمريكي بأن يستخدم القوات المسلحة لتوجيه «ضربة وقائية» ضد إيران. وبرزت أصوات في الكونجرس على رأسهم نواب الحزب الجمهوري تطالب بفرض عقوبات أخرى بسبب انتهاكات طهران لحقوق الإنسان ودعمها للإرهاب في المنطقة.