القيادة على الصامت «إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب»، أثر تداوله الناس على مر السنين ومعظمهم حاول تعميمه في كل الأحوال والأزمان، لكن هذا المنهج له آثار سلبية في بعض المواقف. أحد أنواع الكلام وأشهر الوسائل التي ابتكرها بنو البشر لذوي الاحتياجات الخاصة في القرن السابع عشر الميلادي هي لغة الإشارة، لأن التواصل هو الحل الأنفع للتعايش مع من حولك. ولو سألنا أنفسنا لماذا فضل الأصم أو الأبكم، جاهدا أن يتواصل مع من حوله بشتى الوسائل، لانهما كالآخرين الأصحاء والذين لا يعانون من مشكلة الكلام، العموم يحتاجون التحاور والتفاهم مع من حولهم. يتواصل الجميع أما لقضاء حوائج وإنجاز عمل أو للاستئناس ودرء المخاطر. كلامك وحديثك يجعلك واضحا للطرف الآخر، ونتذكر هنا قصة الفيلسوف اليوناني «سقراط» عندما وقف رجل وسيم وأنيق أمامه وأخذ يتباهى بملابسه، ويتبختر في مشيته، وعندها قال له سقراط: تكلم حتى أراك. هذه القصة تنطبق تماما على سائقي المركبات بالذات، ومن هذا المنطلق سنت قوانين لتنظيم الحركة المرورية وضمان التواصل والتحاور بين السائقين أثناء القيادة تحت جميع الظروف. التواصل يساعد كثيرا على تقليل نسب الحوادث المرورية ومساندة القيادة الآمنة لتحقيق الحد الأدنى من السلامة المطلوبة في الطرق ، ان القيادة على الصامت، مرفوضة تماما، فمثلا هناك الكثير من السائقين يغيرون مسار المركبة دون إشارة للآخرين.. هؤلاء أشخاص خرس لا يفهمهم من حولهم، وقد يسبب فعلهم الأرعن في عواقب لا تحمد عقباها. محمد النفاعي