ضيوف الندوة: * مها السديري-مديرة الإدارة النسائية بأمانة الأحساء * معصومة العبد رب الرضا-عضو المجلس البلدي * مي الراشد-مواطنة * هياء الرشيدي-مواطنة * روان النعيم -مواطنة * عائشة الملحم -مواطنة في كل يوم تنسج الأنامل الناعمة منظومة نجاح في مختلف المجالات، فبعد أن تألقت الفتيات في صناعة الذهب والمجوهرات، مرورا بالمنسوجات والحرف التراثية، امتدت أيديهن لتضع لمسات إبداعية على صناعة «التمور»، فأدهشن من خلال صنع عدد من حلويات التمور المتنوعة لتزداد فرص عملهن في هذا المجال. نفذ مكتب «اليوم» بالأحساء ندوة بعنوان «المرأة الاحسائية تثبت نجاحا في تصنيع التمور». وأكدت مشاركات في الندوة أن أمانة الأحساء أقامت دورات تثقيفية تساعد الفتيات في التعرف على جودة التمور عن طريق الكشف الحسي والمخبري، بالإضافة إلى تحديد حجم التمور باستخدام الموازين في تصنيف التمور وغيرها، وأن فتيات الأحساء لم يترددن في اقتحام العمل في مجال صناعة التمور بالأحساء، ليبدعن في فن ترتيب وتزيين التمور بأشكال متنوعة، والتي حازت على إعجاب المستهلكين، ما زاد من رغبة ملاك المصنع في الاهتمام بهن، وفتح الطريق لهن بعد أن وظفهن في مصانع تعبئة التمور، مع مراعاة حفظ الخصوصية للفتيات، ولم تكن ممارستهن العملية داخل المصنع اجتهادية أو ارتجالية، وإنما سبقتها عملية تدريب وتأهيل لهن على طبيعة وآليات العمل في مصنع التمور، فأتقن المهنة الجديدة عليهن باحتراف. وأشرن إلى أن فتيات الأحساء أثبتن التميز، وأن التعاون والحرص وحب العمل، أعطى صورة حسنة عن عمل المرأة في هذا المجال، حيث إن عمل المرأة داخل المصنع ليس لنقص الأيدي العاملة، بل لأن المرأة تجسد نصف المجتمع، وهي قادرة على العطاء، وما يشعرهن بالفخر أن تواجد الفتيات أصبح إضافة مميزة لمصانع التمور، وأن الصناعات التحويلية تضيف إلى قيمة التمور الاقتصادية وبالتالي يكون مردودها على زيادة دخل المزارع. وأكدن أن المرأة في الأحساء أصبحت على علم ودراية بمواسم التمور والتي تنقلها إلى أبنائها وأجيال المستقبل، وقد ابتكرت الفتيات أشكالاً من الحلويات في صناعة التمور والتي تعتمد عليها معظم المصانع، وتشهد مصانع التمور في الأحساء لعدد من الفتيات السعوديات المبدعات اللاتي قدمن وفرضن إبداعهن في الصنع والتقديم والتغليف ما ساعدهن في تكوين مدخول مادي يساعدهن في المعيشة. كما تعلمن مزج التمور بالأكلات الشعبية مثل صنع أرز الدبس، والخبز الأحمر الأحسائي وخبز المسح، حيث برزت المنتجات التحويلية للتمور والمستخلصة منه وسعت الكثير من الجهات والمصانع إلى إظهار منتجاتها، وكان أشهر هذه المنتجات خل التمر والذي اعتلى منصة هذه المنتجات وأثبت تفوقه ونجاحه بدليل الطلب والإقبال غير المتوقع عليه. أما الأكلات الشعبية فيدخل التمر في صنع أرز الدبس، وهو مرغوب كثيرًا لدى الرجال، إضافة إلى صنع الخبز الأحمر الأحسائي، وخبز المسح والذي يكون من مكوّنات العجينة فيه نقيع التمر والدقيق، حيث برزت المنتجات التحويلية للتمور والمستخلصة منه، وسعت الكثير من الجهات والمصانع إلى إظهار منتجاتها، وكان أشهر هذه المنتجات خل التمر الذي اعتلى منصة هذه المنتجات، وأثبت تفوقًا ونجاحًا بدليل الطلب والإقبال غير المتوقع عليه. النعيم: الأسر المنتجة تجربة رائدة في تسويق التمور بينت روان النعيم أن الأسر المنتجة أصبحت تتجه إلى بيع الأطعمة المصنوعة من التمر والمدفأة الشعبية ذات السعرات الحرارية العالية لتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أسهم التسويق لهذه الأكلات الشعبية التي تعدها وتتقنها المرأة الأحسائية في القضاء على البطالة وحصول تلك السيدات على دخل مادي جيد أغناهن عن الحاجة للغير وإيجاد عمل يتناسب مع قدراتهن كما ساعدت الجدات والأمهات بتعليم تلك الطبخات والأكلات الشعبية لبناتهن من الحفاظ عليها وعدم اندثارها. كما أصبحت الأسر المنتجة تنافس المطاعم الشعبية في تجهيز الأكلات مثل «العصيدة»، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مثل «سناب شات» و«تويتر» و«فيس بوك» و«انستقرام» مليئة بالإعلانات والترويج للأكلات بالصور، والتفنن في عرض الطلبات، بحيث يتمكن الشخص من اختيار ما يروق له وخلال نصف ساعة يكون بين يديه، فتقوم الفتيات بعرض الأطعمة الغذائية المتعددة على حسابها بالانستقرام والتي تعتبر مكسب رزق لها، فمع دخول فصل الشتاء تشتهر الاحساء ببعض الأطعمة الشعبية التي تميزها عن غيرها، مما جعل المطبخ الاحسائي غنياً بأشهى الأطباق، ومن أهمها العصيدة فهناك طلب مشدد عليها ومنها أنواع متعددة عصيدة بالتمر، وعصيدة بالدبس، وعصيدة بالسكر، وممروسة التمر، بالإضافة إلى توصيل الأكلات للمنازل، كما أن بعض الأسر أصبحت تعتمد عليها في تجهيز عزائمها. الملحم: أيادي النساء ساهمت في تطور الصناعة أكدت عائشة الملحم أن النساء اقتحمن العديد من الصناعات التحويلية مثل خل التمر، والذي يحمل النكهة الغريبة والمميزة، حيث استخدمته النساء في إعداد السلطات بمختلف أنواعها ولاقت إعجاب أفراد عائلتها به. وأشارت لفوائد خل التمر المتعددة فنجد السيدات يُقبلن على شرائه، ويتبادلن الحديث حول استخدامه وفوائده، في تخفيف الوزن وتقوية المفاصل، كما يستخدم في إعداد السلطات وتتبيل المشاوي، وكان أغرب استخدامات الخل والتي كانت من واقع تجربة شخصية أنه يساعد على تنظيف الأفران من بقايا الدهون المتراكمة وصعبة التنظيف، حيث يترك لمدة دقائق على السطح المراد تنظيفه ويُمسح بعدها دون أثر للدهون أو غيرها، وبهذا فهو يساعد السيدات اللاتي يعانين مشاكل مع المنظفات الكيميائية، ويحافظ على البيئة من التلوث من أبخرتها.. بالإضافة إلى صنع معمول التمر المنوع . السديري: تثقيف الفتيات وتوظيفهن في مصنع التمور أكدت مديرة الإدارة النسائية بأمانة الأحساء مها السديري أن فتيات الأحساء يتجهن للعمل في مصانع التمور، التي وفرت لهن بيئة العمل المناسبة عبر تخصيص مواقع تؤمن لهن الخصوصية والراحة في العمل لكي يتمكن من الإنتاج بكفاءة عالية، وأتاحت بعض مصانع التمور في الأحساء لعدد من الفتيات السعوديات خريجات الجامعات والثانوية العامة، فرصة للتخلص من الفراغ، وإيجاد عمل يؤهلهن للإنتاج والإبداع من خلال العمل في إعداد التمور، حيث أصبحن ينافسن الرجال في هذا المجال. وبينت أن أمانة الأحساء ممثلة في مدينة الملك عبدالله للتمور أقامت دورات تثقيفية تساعد الفتيات التعرف على جودة التمور عن طريق الكشف الحسي والمخبري، بالإضافة إلى تحديد حجم التمور باستخدام الموازين في تصنيف التمور من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثالثة، وتلاشي الإصابات الحشرية التي يمكن تقديرها بنسبة التمور المصابة بالحشرات أو البيوض أو اليرقات أو الحشرات الكاملة. كما أنها تهدف إلى معرفة نسبة الشوائب التي تقدر بالنظر، فهناك تمور مشوهة غير مكتملة النمو أو معجنة، وهناك أخرى ملوثة بالأتربة، وأولت أمانة الأحساء أهمية في تنمية معارف ومهارات المشاركات بالتمور وطرق الاستفادة منها في إعداد وتحضير بعض المنتوجات الغذائية وأهمية التمر كمادة غذائية متكاملة ومصدر أساسي للأمن الغذائي، عن طريق تثقيف الفتيات المشاركات في الدورة، وكذلك تطبيق بعض الأُسس والمعايير لضبط الجودة المتبعة لإعداد المنتجات التي تدخل التمور في تصنيعها. العبد رب الرضا: إبداع نسائي في مصانع التمور التحويلية أبانت عضوة المجلس البلدي بالأحساء معصومة العبد رب الرضا أن المرأة الأحسائية دائما في أرقى تجلياتها بدءا من الطفولة وتداعي الذاكرة، وانعكاسات البيئة عليها التي مكنها أن تكون أميرة في معطيات الجمال والحس المتدفق عطاء، فبإشارة مطردة إلى ما تملك من احتواء وخصوبة فكر يناطح السحاب مهد لها اقتحام كافة المجالات وطرق كل الأبواب بهدف المساهمة في ترقية الوطن ودعامة للذات مستلهمة أصالة فكر الآباء والأجداد وربطه بالحديث الجميل، لذا صب ذلك كله في تميز فتيات الأحساء الملحوظ في مصانع التمور ولم تجد في ذلك غضاضة بمقدار الشعور بالأنفة والشموخ تكريما للنخلة فعملت بكفاءة واقتدار في مصانع التمور ولعبت دورا حيويا هاما يليق بحجم الاحساء الأكثر إبداعا. مبينة أن المرأة الأحسائية قادرة على الإنتاج والتميّز، فهي قدمت وأبدعت وأصبحت تنافس الكثير في مجال عملها، وقدمت أشكالا مبتكرة من التمور وأصبحت على علم ودراية بمواسم التمور، وتشهد مصانع التمور في الأحساء لعدد من الفتيات السعوديات المبدعات اللاتي قدمن وفرضن إبداعهن في الصنع والتقديم والتغليف ما ساعدهن في تكوين مدخول مادي يساعدهن في المعيشة. الرشيدي: تواجد الفتيات إضافة مميزة لمصانع التمور أضافت هياء الرشيدي إن حلويات التمور أصبحت تسحب البساط من الحلويات الأخرى لتحل محلها التمور وتحديدًا التمور المصنّعة من الحلويات، حيث حظيت حلويات التمور باهتمام المتسوّقين والأهالي بالأحساء سواء حلويات التمور أو المأكولات الشعبية مثل العصيدة والممروسة. وقالت: في الوقت الحاضر لم تتردد فتيات الاحساء في اقتحام العمل في مجال صناعة التمور بمحافظة الاحساء، ليبدعن في «فن» ترتيب وتزيين التمور بأشكال متنوّعة، والتي حازت على إعجاب المستهلكين، مما زاد من رغبة ملاك المصنع في الاهتمام بهن، وفتح الطريق لهن بعد أن وظفهن في مصانع تعبئة التمور، مع مراعاة حفظ الخصوصية للفتيات، ولم تكن ممارستهن العملية داخل المصنع اجتهادية أو ارتجالية، وإنما سبقتها عملية تدريب وتأهيل لهن على طبيعة وآليات العمل في مصنع التمور، فأتقنّ المهنة الجديدة عليهن باحتراف.. مبينة أن فتيات الأحساء أثبتن التميز، وأكدت فتيات المصنع أن التعاون والحرص وحب العمل أعطت صورة حسنة عن عمل المرأة في هذا المجال. الراشد: النساء امتهن «الخواصة» لزيادة الدخل أضافت مي الراشد: إن نساء الأحساء يعتمدن قديمًا على النخلة في صنع الكثير من المنتجات التي تستخدم في الحياة اليومية وتعينهن في شؤون حياتهن، كما كانت لهن كالدخل الذي يساعدن به الرجل لقضاء المتطلبات المعيشية. وتعددت المهن والحرف التي تعتمد على النخلة باستخدام سعفها أو جذعها أو نواتها أو ثمرها، فالنخلة بكافة أجزائها كانت وما زالت مصدرًا غنيًا بالفائدة، ومهنة الخواصة مهنة توارثتها الأجيال وأصبحت تراثًا للجيل الحالي، وكانت الخواصة وهي مهنة سف الخوص «سعف النخل» من أبرز المهن قديمًا والتي كان يمتهنها الذكور والإناث، فمن هذه المهنة يمكن صنع مختلف الأشياء كالحصر التي يجلس عليها والسلال المختلفة الأحجام والأطباق والمراوح اليدوية والقبعات ومختلف المشغولات التي يدخل فيها السعف وجميعها يدوية الصنع وتعتمد في صناعتها على السعف، وأوضحت أنه يجب تعليم الأجيال الحرف القديمة والتي تمثل الاحساء والحفاظ عليها من الاندثار، والتي تحمل تاريخ الاحساء العميق، ولأن التراث الشعبي هو الوحيد القادر على رسم صورة لحضارة وثقافة أي شعب، فمن خلاله يستطيع الآخر قياس مدى عراقة البلد والتعرف إلى عاداته وتقاليده وفنونه الشعبية التي رافقته على مر السنين.