بدأت عملية تهجير جديدة بنقل مئات المقاتلين المعارضين وعائلاتهم من وادي بردى قرب دمشق الى إدلب شمالاً، التي تشهد اقتتالاً بين «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى بالتزامن مع دخول ورشات صيانة لضخ المياه من نبع الفيجة إلى العاصمة، في وقت شنت فصائل «درع الفرات» المدعومة من تركيا هجوماً جديداً لطرد «داعش» من الباب شمال حلب. وأعلن الجيش النظامي السوري أمس، سيطرته على كامل منطقة وادي بردى، التي تعد خزان المياه الذي يغذي العاصمة، بعد معارك دامت أكثر من شهر مع الفصائل المقاتلة والإسلامية. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان للجيش: «أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية والقوات الرديفة مهماتها في إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى وادي بردى في ريف دمشق الغربي بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة». وأشار البيان الى أن «العمليات العسكرية (...) ساهمت في تهيئة الظروف الملائمة لإنجاز تسويات ومصالحات في عدد من هذه القرى والبلدات» في وادي بردى التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في 2012. ولفت الى أن المساحة الإجمالية للمنطقة التي تمت السيطرة عيلها تبلغ «نحو 400 كيلومتر مربع». ودخل الجيش النظامي الى منشأة نبع عين الفيجة، تنفيذاً لاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة يقضي بخروج المئات من المقاتلين غير الراغبين في التسوية من منطقة وادي بردى (15 كيلومتراً شمال غربي دمشق) الى محافظة إدلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الحافلات المتجمعة عند أطراف منطقة وادي بردى بدأت بالانطلاق نحو الشمال السوري، وهي تحمل على متنها مئات المقاتلين وعائلاتهم والمدنيين الراغبين في الخروج من وادي بردى، ممن رفضوا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السلطات والقائمين على المنطقة. وقال «المرصد» إن «التوتر عاد الى ريف إدلب مع بدء عملية انضمام كتائب وألوية مقاتلة وإسلامية إلى هيئة تحرير الشام المشكلة حديثاً من جبهة فتح الشام وحركة نور الدين زنكي وجيش السنّة وجبهة أنصار الدين ولواء الحق، والتي أعلنت عن اندماجها اندماجاً كاملاً ضمن كيان جديد تحت اسم هيئة تحرير الشام بقيادة المهندس أبو هاشم جابر الشيخ، إضافة الى الانضمامات المتتالية لحركة أحرار الشام الإسلامية». وقال نشطاء معارضون من إدلب إن «فتح الشام» لا تزال تحاصر عناصر «صقور الشام» الذين انضموا الى «أحرار الشام» وإنها لم تطلق أسرى باستثناء ابن قائد «صقور الشام» أبو عيسى الشيخ. على صعيد آخر، أفاد «المرصد» عن «اشتباكات عنيفة دارت في محيط مدينة الباب وفي محاور قريبة منها بريف حلب الشمالي الشرقي، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية «درع الفرات» والقوات التركية من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محاولة جديدة للقوات التركية ومقاتلي «درع الفرات» للتقدم نحو مدينة الباب من المحور الشرقي والشمالي الشرقي للمدينة. وأشار إلى أن «الهجوم الجديد للقوات التركية نحو مدينة الباب ومحاولتها تحقيق تقدم جديد جاء بعد فشلها في تحقيق تقدم خلال الأيام والأسابيع الفائتة». كما جاء مع استمرار قوات النظام والمسلحين الموالين بقيادة مجموعات العميد سهيل الحسن المعروف ب «النمر» في اشتباكاتها العنيفة مع عناصر التنظيم بالريفين الجنوبي والجنوبي الغربي لمدينة الباب على مسافة نحو سبعة كيلومترات بعد استعادة قوات النظام السيطرة على 20 قرية وبلدة على الأقل في هذين المحورين. سياسياً، قالت مصادر ديبلوماسية غربية إن تحديد الموعد الجديد لمفاوضات جنيف بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة التي كانت مقررة في 8 شباط (فبراير)، ينتظر وضوح الرؤية إزاء خمسة تحديات بينها موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من العملية السياسية في سورية و «المعارضة المعتدلة»، إضافة إلى حل «عقدة» تمثيل المعارضة في المفاوضات التي تأمل الأممالمتحدة في أن تكون مباشرة بين الحكومة والمعارضة.