الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية امتنع عن الظهور في وسائل الإعلام لسنوات طويلة بحكم عمله ، لكن بالرغم من هذا وطد علاقاته ببعض الحركات والأحزاب الوطنية التي كانت تحارب النظام السابق وأعلن عن تأييده ودعمه الثورة ومتظاهري التحرير قلبا وقالبا , واختارته حركات صوت الأغلبية الصامتة ليصبح «قائدا» لهم ليغير وجهته من ميدان التحرير إلى ميدان العباسية يساند ويؤيد كل من يريد استقرار مصر. «اليوم» التقت به في الحوار التالي: الأغلبية الصامته تريد الاستقرار - من وجهة نظرك من يمثلون الأغلبية الصامتة ؟ وما نسبتهم؟ وهل مازالوا صامتين بعد ان كونوا حركات وظهروا على الساحة السياسية ؟ الأغلبية الصامتة تكونت من مجموعة من شباب ثورة 25 يناير الذين كانوا في ميدان التحرير منذ جمعة الغضب حتى 11 فبراير أي بعد تنحي الرئيس السابق .. كانت لهم مطالب رئيسة على رأسها إسقاط النظام السابق وتنحي الرئيس وإلغاء الحزب الوطني .. وبعدها انسحبوا من الميدان لأنهم رأوا أن مطالبهم التي نزلوا التحرير من أجلها قد تحققت وبقية المطالب التي تتعلق بالمستقبل يجب أن يعودوا من أجلها للعمل وإعادة بناء مصر بعد أن تفشى فيها الفساد .. وبعد أن تم وضع خطة لتسليم السلطة لحكومة مدنية وتغيير النقاط الأساسية في الدستور التي وافق عليها الشعب ومن وقتها أرى أن المجلس العسكري حصل على شرعية كاملة لحين تسليم السلطة. ومن هنا ظهرت فئة التزمت الصمت من أجل العمل تنتظر تسليم السلطة في التاريخ الذي تم تحديده، في حين أن هناك فئات أخرى أقلية مازالت في ميدان التحرير اعتادت على التظاهر كل منهم له مطالب فئوية أو فردية .. ومن هنا بدأ بعض المشكلات في الظهور مثل أحداث امبابة وماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء التي شاركت فيها فئة ادعت انها تمثل كل الشعب المصري، وبدأت عجلة الحياة تتعطل , ومن هنا بدأت الأغلبية التي أطلقوا عليها «حزب الكنبة « في تكوين بؤرة تعبر عن الشعب من خلالها في مناطق عديدة وبدأت أعدادهم في التزايد حتى وصل عددهم في 25 نوفمبر الماضي لأكثر من نصف مليون .. وأعتقد أن نسبة الأغلبية الصامتة لا تقل عن 95 بالمائة من الشعب المصري الذين يهدفون لتحقيق الاستقرار وبناء مصر الجديدة ، وبالتالي لم يصبحوا صامتين الآن لأنهم بدأوا في التعبير عن آرائهم ومواقفهم. ومن هنا بدأت الأغلبية التي أطلقوا عليها «حزب الكنبة « في تكوين بؤرة تعبر عن الشعب من خلالها في مناطق عديدة وبدأت أعدادهم في التزايد حتى وصل عددهم في 25 نوفمبر الماضي لأكثر من نصف مليون .. وأعتقد أن نسبة الأغلبية الصامتة لا تقل عن 95 بالمائة من الشعب المصري. - لماذا اخترت التعبير عن هذه الفئة والتحدث باسمها ؟ أثناء عملي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت هناك قوانين تمنعني من التحدث والظهور إعلاميا، وبالرغم من ذلك كنت أتفاعل مع كثير من الحركات السياسية منها حركة 6 إبريل عام 2008 وحزب الجبهة الديمقراطية .. ووقتها اتفقنا جميعا على رفضنا النظام السابق وتمسكه بالحكم لمدة 30 عاما ورفضنا مبدأ التوريث لأن مصر جمهورية وليست ملكية .. لكن بعد الثورة أعلنت تأييدي لأي فئة أو حركة تهدف لاستقرار مصر بعيدا عن أية مسميات خاطئة يطلقها البعض عليهم مثل «أبناء مبارك .. وآسفين يا ريس .. والفلول» فأنا لا يهمني ماضي أي شخص في حال قرر بدء صفحة جديدة من أجل مستقبل مصر .. ومن هنا كان دعمي وتأييدي لكافة حركات الأغلبية الصامتة التي تريد البناء والتصدي لأى محاولة هدم أو تخريب. - هل أصبحت منطقة «العباسية « رمزا لصوت الأغلبية الصامتة في مواجهة ثوار التحرير ؟ إنني أحترم فئة كبيرة تتواجد في ميدان التحرير حتى ولو كنت أختلف معهم في نقاط عديدة .. وهناك خطأ شائع بأن الأغلبية الصامتة هم «أهل العباسية فقط « .. فهذا غير صحيح، حيث شارك الكثير من جميع محافظات الجمهورية اتخذوا أماكن أخرى غير العباسية .. وسر اختيارنا منطقة العباسية لأنها تمثلنا وهو موقف أهلها في التصدي لمحاولة أعضاء بعض الحركات التي تسعى للتخريب في الاعتداء على وزارة الدفاع ومحاولة حرقها بعد أن فشلوا في منطقة روكسي .. وبعد ان منعهم أهل العباسية وواجهوهم فروا هاربين داخل أحد المساجد مستغيثين بالشرطة لإنقاذهم .. وتكريما لموقف أهل العباسية الشجاع والقوي فضلنا عمل جميع وقفاتنا في منطقة العباسية بمشاركة أهلها. - ما مخطط «صوت الأغلبية للاحتفال بعيد الميلاد الأول للثورة» ؟ يوم 25 يناير سنحتفل بعيد الثورة وعيد الشرطة معا, وسنحتفل من أجل أرواح الشهداء والقضاء على نظام فاسد وبدء عهد جديد .. وفي نفس الوقت يجب ألا ننسى شهداء الشرطة, وسنقوم بعقد اجتماع مع أعضاء الحركة وجميع شباب الثورة الذين تطوعوا أو يريدون التطوع لتكوين لجان شعبية بالتنسيق مع كافة الحركات والقوى السياسية الأخرى من أجل حماية جميع المنشآت والمؤسسات المصرية خلال يوم الاحتفال وبعدها بعدة أيام تحسبا لأي محاولة لتخريب مصر عقب انتهاء الاحتفالية .. فهناك حركات تحاول تصعيد المشكلات بشكل غريب ولن نعطيهم هذه الفرصة. - ما تعليقك على انتخابات مجلس الشعب وفوز التيار الإسلامى بأغلب المقاعد في البرلمان ؟ وهل جاء الاختيار تعبيرا عن رأى الأغلبية الصامتة ؟ فوز التيار الإسلامي كان اختيار الأغلبية, لكن حصوله على تلك النسبة الكبيرة من مقاعد البرلمان جاء أكثر من المتوقع. كما أن الإخوان المسلمين أكدوا أنهم لا يسعون إلا للحصول على ثلت مقاعد البرلمان فقط .. ولم نكن نعلم شيئا عن التيار السلفي الذي حصل على نسبة 20 بالمائة من مقاعد البرلمان , وحصول التيار الإسلامي على هذه النسبة الكبيرة جاء نتيجة كراهية الشعب المصري غياب الأمن وثقتهم في الكيان السياسي الوحيد الذي يكاد يكون مكتملا المتمثل في الإخوان المسلمين الذين لهم باع كبير في السياسة منذ سنوات عديدة وهذا ما يعطيهم نوعا من الامان. - ماذا عن لقائك بعد الوقفة بنائب السفيرة الأمريكية ومعاونتها خارج مقر السفارة ؟ أثناء الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الامريكية طلبت السفيرة الامريكية أن أدخل وحدي لإعطائهم الرسالة التي نريد أن تصلهم, لكنى رفضت واصطحبت معى المهندس حسام حازم المنسق العام للحركة , بعدها تلقيت اتصالا من سكرتيرة السفيرة تريد الالتقاء بي لمناقشة البيان ونظرا لأننى التزمت بمواعيد أخرى حددت ميعادا مع نائبها واشترطت ان يكون المكان خارج السفارة وبحضور المنسق العام للحركة وبعض الأعضاء الآخرين. وتحدثنا في اللقاء عن عدة محاور بدأت بتعبير «مارك سيفرز» نائب السفيرة الامريكية عن استيائهم من حرق العلم الامريكي أمام السفارة وعبر عن تشجيعهم حرية التعبير عن الرأي أوضحت له أن السبب هو الاحتقان في الشارع المصري جراء شعوره بالتدخل في شئون مصر , وأعتقد أنه استوعب مدى خطأ المتحدثة عن وزارة الخارجية لتكرار تحذيرها وسالته سؤالا : تخيل أن إيران قامت بفتح منظمة تمولها في أمريكا لأغراض سياسية هل تتقبلها أمريكا وكان جوابه .. لا. والمحور الثاني أنني واجهته بدعمهم الدكتور البرادعي وحركة 6 إبريل، لكنه أنكر ذلك، موضحا أن المنظمات الامريكية الموجودة في مصر تدعم الديمقراطية وليس حركات أو أشخاصا, ورفض التهديد بقطع المعونة عن دول الربيع العربي. كما طالبنا بتعديل بعض ملاحق معاهدة السلام خاصة الملحق المتعلق بالتواجد العسكري والأمني بسيناء ومدى الظلم الواقع على مصر لعدم قدرتنا على زيادة عدد الجنود لحماية سيناء من التعرض للمخاطر، وكان رد نائب السفيرة أن تقدم مصر طلبات لزيادة الجنود وإسرائيل توافق عليها. وأكدت له أن ذلك ليس عدلا ويجب تعديل هذا البند. شرك أمريكي وقال لي نائب السفيرة : إن علاقته قوية بمسؤولين كبار في مصر وإسرائيل ويمكنه تدبير لقاء لنا لمناقشة بنود الاتفاقية .. وبخبرتي اكتشفت انه شرك أمريكى يريد ان يوقعنا كحركة أغلبية صامتة وقفت ضدهم واستغلالنا للوقيعة بيننا وبين باقي الشعب, وأجبته على الفور بأننا كحركة لا نمثل شعب مصر بأكمله ويمكنك التفاوض مع الحكومة الجديدة وليس معنا. - ما رأيك في المرشحين للرئاسة .. ومن ستختار ؟ لا أهتم اذا كان مرشحا عسكريا أو مدنيا أهم شيء ان يحبه المصريون ولا يكون له أجندات خارجية، وكنت أتمنى ان يكون هناك مرشحون أصغر سنا. هل تعتقد ظهور مرشح جديد من الأغلبية الصامتة ينال تأييد نسبة كبيرة ؟ وهل فكرت في أن تصبح هذا المرشح؟ من المحتمل ذلك، لكن يمكن التوقع، وقد تلقيت ذلك العرض كثيرا من راغبين في ترشحي للرئاسة، لكن لم ولن أنوي ذلك فأنا رجل خبير في المجال النووي وتصميم المفاعلات وأحب هذا المجال ومتعتي فيه. - هل تم ترشيحك لتولي أي منصب في حكومات بعد الثورة ؟ وهل توافق على منصب في الحكومة الجديدة ؟ تم ترشيحي مرتين في حكومة الدكتور عصام شرف لمنصب وزير الكهرباء، لكني رفضت وأعلنت موافقتى على رئاسة لجنة فنية لإنقاذ مصر من أزمة الكهرباء في الفترة المقبلة، لكن بعد استقرار الأوضاع وانتخاب رئيس جمهورية جديد في وجود مجلس شعب منتخب قوي وبعد ان قمت بمناقشة أهمية الطاقة النووية السلمية كبديل للطاقة الكهربية والأزمة التي من الممكن ان تتعرض لها مصر مع عدد من المرشحين للرئاسة وإعلان تأييدهم الفكرة إذا تم ترشيحي لمنصب كهذا يمكننى أن أوافق وأرحب به على الفور.