ثقيلون أولئك البشر، الذين يجعلونك حذرا جداً منهم ومن غيرهم أيضاً، لأنهم بتصرفهم العدواني ناحيتك يسلبونك شيئا من الأمان، بحيث يجعلونك تضع أسوارا متعددة احتياطية خشية على نفسك من الألم بنوعياته. انت تجهل أسبابهم الحقيقية، التي جعلتهم يصبون جام حقدهم عليك، فأول ما يتبادر إلى ذهنك ان تصرفهم نتاج خطأ أخطأته مما يجعلك تراجع كل احتمالاتك المنطقية وغير المنطقية وقتها. ثم ماذا؟؟ تجد أنه ليست لديهم أسباب سوى رغبتهم بالاستيلاء على محورية التواجد وزعزعة ثقتك بنفسك، حتى إنهم ينعتون تلك الثقة بالغرور والتكبر وكل النعوت التي تجعلك تنزوي، ضحكتك، مشيتك، صمتك. يقول الشافعي: (مَنْ يظن أنه يسلم من كلام الناس فهو مجنون، قالوا عن الله ثالث ثلاثة، وقالوا عن محمد -صلى الله عليه وسلم- ساحر ومجنون، فما ظنك بمَنْ هو دونهما؟). فكلام الناس مثل الصخور، إمّا أن تحملها على ظهرك فتنكسر، وإمّا أن تبني بها برجاً تحت أقدامك فتعلو وتنتصر.