تستعد العاصمة الأمريكيةواشنطن على قدم وساق، لإقامة حفل تنصيب الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، اليوم الجمعة، خلفا للرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته، باراك أوباما. وتتهيأ المدينة لاستقبال مئات الآلاف من المتظاهرين الأمريكيين في شوارعها، التي وضعت تحت حراسة أمنية مشددة تحسبًا لأي مواجهات عنيفة في صفوفهم. وتوافد على العاصمة الأمريكية ضيوف كبار من مجالات السياسة والاقتصاد والديبلوماسية، لأجل حضور أداء ترامب اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للبلاد. ترتيبات التنصيب وتجري ترتيبات التنصيب، أمام مبنى الكونجرس في واشنطن، وسط استعداد أمني استثنائي كثيف تحسبا لأي هجوم، إذ يتوقع أن ينتشر قرابة 28 ألف عنصر أمن لحماية الحفل. ويرتقب أن تكون المنطقة التي يقام فيها حفل تنصيب ترامب، مغلقة بشكل معزز أكثر مما كان الوضع عليه قبل أربع سنوات، وفق ما أوضح وزير الأمن القومي الأمريكي، جيه جونسون في تصريحات سابقة. وأوضح جونسون أن تلك المنطقة «ستكون محمية بشكل أكبر بشاحنات وعوائق اسمنتية لمنع عبور الآليات غير المرخص لها» بالدخول. ويقاطع نحو 60 نائبا ديمقراطيا في مجلس النواب الأمريكي، حفل تنصيب ترامب، هذا العام، فضلا عن شخصيات فنية من هوليوود أعربت عن رفضها لمواقف الرئيس الأمريكي إزاء أقليات دينية وعرقية، خلال حملته الرئاسية. أمريكا أولا وشكّل قطب العقارات السابق، الذي انتخب رئيسا للولايات المتحدة فريق عمل يضم شخصيات جمهورية وأثرياء وجنرالات متقاعدين ونشطاء من أقصى اليمين، وسيتولى هؤلاء تنفيذ الوعود التي قطعها سيد البيت الأبيض الجديد وحامل شعار«أمريكا أولا» في المائة يوم الأولى، في حملته الانتخابية محليا ودوليا. وسبق دخول ترامب إلى البيت الأبيض تلقي الجنرال جيمس ماتيس الشهير بلقب «الكلب المسعور» الأربعاء الضوء الأخضر من الكونجرس، كأول وزير معين في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب ليصبح وزيرا للدفاع. وتتوقع وسائل الاعلام الامريكية ان تمر عملية تسليم السلطة بين اوباما والرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة دونالد ترامب في ظروف أمنية وسياسية متوترة كون ترامب يتبنى سياسة تميل الى التطرف في قناعاته على شاكلة الانتقاد اللاذع، الذي وجهه الى أيقونة الدفاع عّن الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة النائب جون لويس. لكن التوتر في علاقات دونالد ترامب لم يقتصر على الداخل الامريكي، لكنها ايضا طالت قادة العالم بسبب التصريحات النارية، التي أطلقها ترامب والتي قد تؤشر الى ملامح السياسة الخارجية التي قد تتبعها ادارته. من بين هؤلاء قادة الاتحاد الأوروبي، فرنسيين وألمان، خصوصا عندما قرأوا كلاما لترامب يكيل المديح لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في إطار ما عرف بالبريكسيت ويتنبأ بمستقبل متشائم لدول الاتحاد، التي ستشهد في رأيه تفككا تدريجيا. وقد ركز ترامب انتقاده لألمانيا التي اتهمها بأنها تستغل الاتحاد الأوروبي لخدمة مصالحها وهيمنتها فيما وصف سياسة انجيلا ميركل لاستقبال اللاجئين السوريين بالكارثية. سياسة جديدة وقد ارتفع ضغط قادة أوروبا عندما وصلتهم تصريحات ترامب حول منظومة الدفاع المشترك بين أوروبا والولاياتالمتحدة المعروف باسم الحلف الأطلسي، الذي رأى النور عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. ترامب قال للأوروبيين ان هذه المنظمة تجاوزها الزمن ولم تعد تنفع لأي شيء، خصوصا أنها فشلت في الحرب على الاٍرهاب. ولَم تقتصر لغة التوتر والتحدي على الأوروبيين فقط، بل طالت العرب ايضا. ففي الوقت الذي تجندت المجموعة الدولية تحت مظلة الدبلوماسية الفرنسية في باريس للدفاع عن «حل الدوليتين» بين الإسرائيليين والفلسطينيين مازال دونالد ترامب يلوح باتحاد خطوة تاريخية بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. وقد أكد دونالد ترامب مواقفه هذه عبر اختيار سفير أمريكي لإسرائيل ديفيد فريدمان المعروف بمساندته القوية لساسة الاستيطان، التي تتبعها إدارة بنيامين نتانياهو. التوتر في العلاقات الدولية الامريكية يطال ايضا الجارة المكسيك، حيث عاد ترامب الى وعده الانتخابي ببناء جدار يفصل الولاياتالمتحدة عن المكسيك ويحميها من الهجرة السرية. وفي تصريح مثير، قال ترامب انه على الحكومة المكسيكية ان تساهم ماليا في بناء هذا الجدار، مما يؤشر على علاقات جوار باردة بين البلدين. لكن أبرز المواضيع التي تثير مخاوف المحللين السياسيين الأمريكيين هي نوعية العلاقة التي يستعد ترامب إقامتها مع الصين. فالرئيس الامريكي الجديد ينظر الى الصين كقوة منافسة تهدد مصالح الولاياتالمتحدة عبر سياستها الاقتصادية العدوانية خارجيا والحمائية داخليا. وقد استطاع ترامب اخراج القيادة الصينية من صمتها بتصريحاته حول هيمنة هذا البلد وعبر التلويح بفتح حوار مع تايوان هذا الموضوع الحساس سياسيا والملتهب أمنيا بالنسبة للصين.