رغم الجهد الذي تبذله بلديات المدن والمحافظات وأمانات المناطق لمنع ومحاصرة باعة الأسماك الجائلين غير المرخصين في الشوارع والطرق ومصادرة ما يتم عرضه وتسجيل الغرامات عليهم، إلا أن البيع لا يزال مستمرا. وتتواصل هذه الحملات لمنع هذه الظاهرة. وترى بلديات المدن والمحافظات وأمانات المناطق ان ما تقوم به يأتي انعكاساً للجهود المستمرة التي تهدف إلى الحفاظ على المظهر الحضاري للمدن، وإزالة أشكال المشوهات للمنظر العام، إضافة إلى الحرص على صحة وسلامة أفراد المجتمع من خلال توفير أعلى المعايير البيئية والصحية. وأشار عدد من الاهالي الى ان ما يتم بيعه في أغلب الأحيان من قبل الباعة الجائلين اسماك فاسدة، معبرين عن مدى الضرر الذي يلحق بهم دون وجود رقابة كافية عليهم. وأكد عدد من الباعة من داخل سوق الأسماك على التزامهم بشروط البيع من أجل حماية المستهلك من أي ضرر قد يلحق به، مشيرين إلى أن المحل الذي يقوم ببيع أسماك مضرة لابد أن يكشف إذا وقع الضرر للمستهلك مما يجعلهم يتوخون الحذر في البيع وانتقاء الأجود من أصناف الأسماك. فيما يرى باعة الاسماك الجائلون أنهم يبحثون عن رزقهم والكسب الحلال، لافتين الى ان البيع المتجول مربح جداً وفيه خير كثير، مشيرين الى انهم يبيعون الاسماك الطازجة التي يجلبونها من سوق القطيف. ويرى عبدالله حماد - بائع أسماك متجول - العمل الحر أفضل من العمل في أحد المحلات، مشيرا الى انه يجلب الأسماك من سوق الأسماك المركزي بمحافظة القطيف طازجا ويقوم ببيعه في عدد من الأماكن. لافتا الى ان الرغبة في زيادة دخله المادي بسبب ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية هو السبب الرئيسي في العمل كبائع متجول وخاصة ان له خبرة في الصيد تعلمها من والده. مبينا ان البيع الجائل لا يحتاج إلى رسوم أو إيجار أو اعباء مالية قد لا يمكن توفيرها. وأكد عبدالله سعود - بائع أسماك متجول - على نظافة ما يبيعه من الأسماك والروبيان وانه ملتزم بجودة ما يتم عرضه، مشيرا الى انه مستعد للتفتيش من قبل مراقبي البلدية. وبين ان سوق السمك تسيطر عليه العمالة الوافدة الذين يتحكمون في السوق وأسعار ما يباع فيه. متمنيا أن يفتتح محلا خاصا ببيع الأسماك خلال الفترة القادمة، ويستقر، بدلاً من التنقل من مكان إلى آخر. لافتا الى أن الزبون يبحث دائماً عن السعر المناسب والاسماك الطازجة. من جانبه، يرى محمد التركي زبون ان ما يدفعه للشراء من الباعة الجائلين هو السعر المناسب، بالإضافة الى تشجيع الشباب السعودي، لافتا الى انه يشتري بشكل مستمر منهم، لافتا الى ان معرفته التامة بالأسماك وأنواعها وان ما يتم بيعه من قبل الباعة الجائلين لا يختلف عما يتم بيعه في السوق. مطالبا بضرورة دعم الباعة المتجولين وإيجاد مواقع ثابتة لهم وعدم حرمانهم من ممارسة العمل والبيع والشراء ومساعدتهم في الكسب الحلال حتى لا تتضرر أسرهم من عدم وجود دخل مادي يعينهم على مواجهة متطلبات الحياة.